استقلالنا، الثمن والثمرة

2016-05-14 07:59:10 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2696 times

الحديث عن حدث الاستقلال وبطولاته ونضالاته وتضحياته حديث لا يتجدد فقط من ذكرى يوبيلية الي أخرى، بل هو حديث اليوم والليلة والساعة، فقد دفع الشعب الارتري ثمن استقلاله من خالص دمائه وأشلائه حتى استحق اعتراف العالم بضرورة قطف هذا الشعب ثمرة نضاله دولةً حرة مستقلة ذات سيادة، ولكن بالمقارنة بين حال الشعب والبلاد اليوم وما دفعه هذا الشعب مهراً لعيون الحرية تعتري الواحد منا حالة من الغبن وخيبة الأمل تجاه ما تحقق من استقلال مقارنةً بما كنا نحلم به.

 

إن أغصان الزيتون التي تتمايل كلما رفرف العلم لم تعد تعطي ثماراً مهما هززناها، إن كل زرعٍ أو عمل بلا ثمرة لا يبعث في النفس سروراً ولا بهجة، وعندما ترنو ببصرك الي المستقبل تضطر الي التدقيق في البحث عن النتائج والثمار وليس تعديد بطولات ومآثر الماضي فقط كما تفعل وسائل اعلام الهقدف في كل مناسبة من هذه المناسبات، بالطبع الكل شارك في صناعة الاستقلال لذلك لا أحد يتمنى للاستقلال مكروهاً، لكن يظل التساؤل عن نتائج ما قدمنا من مهرٍ غالٍ ونفيس قائماً، ذلك أن العبرة بالنتائج، فمهما كانت البدايات مبشرة والمسيرة ظافرة ورزينة لابد من أن تكون النتائج مكافئةً للعطاء.

 

لكن للأسف، من ناحية المقارنة بين البداية الجميلة والنهاية الأليمة لم تكن السنوات الخمس والعشرون للاستقلال بأقل مرارة من سنوات الاحتلال الأجنبي العجاف.

 

إن استبدال تقديم الثمار بالعرض المجاني الممجوج لبطولات الماضي لم يزد الناس إلا بعداً من النظام وكراهيةً له، وإلحاحاً في التساؤل عن النتائج والثمار، لكن من أين للنظام المفلس أن يرد علي تلك التساؤلات الملحة والدمع المدرار؟ كلما تناسى النظام الرد وتجاهله فإن الزمن كفيل بفرض الإجابة الممكنة والصحيحة. لا شك سيظل الاستقلال ناقصاً ما لم تصحبه الحرية والديمقراطية والمساواة والأمن والاستقرار، لكن كل من يقول بذلك ويرى في الهقدف العائق الحائل أمام استكمال الاستقلال فنصيبه الوصف بالعمالة والارتزاق.

 

استطاع الهقدف الاستفادة من بريق الاستقلال الخلاب لبعض الوقت وأصبح ذا مكانة في المحافل السياسية المحلية والدولية، لكن بمرور الزمن وتطاول السنوات علي برنامجه الانفرادي الأجوف انحسر عنه الرداء وبان علي حقيقته، فلم يعقب الاستقلال حرية ولا ديمقراطية ولا تنمية ولا شيء يدل علي الاستقلال الحقيقي. واليوم وهو يتجهز لإحياء اليوبيل الفضي للاستقلال لن يكون لديه ما يقدمه لتجديد جلده أو فعله أو مقاله، سوى أن يملأ الأرض ضجيجاً بطبوله والرقص علي إيقاع مآثر الماضي.

 

ها نحن قد رأينا سيرة ومسيرة الهقدف بعد الاستقلال بدرجة كافية جداً لإقناعنا بأن نقول بملء الفم أنه ليس له من جديد يقدمه، إنه وصل سن اليأس ويئس الجميع من دواء يعالج عقمه أو يغير دمه الفاسد. وما دمنا نحن دعاة الديمقراطية والتغيير قد وصلنا الي هذه القناعة فما الذي ينتظرنا أو ننتظره؟ يجب أن نجيب علي هذا السؤال بنضالنا وجهدنا الدؤوب وليس بانتظار الآمال الكاذبة بأن يجري الهقدف تغييراً في الشكل أو المضمون. لقد انتهى عصر شتم الهقدف ولعنه وسبه، كما انتهى كل عشم في انتظار جديدٍ منه، والهقدف نفسه علي قناعة تامة وراسخة من إجراء أي تغيير علي نفسه بنفسه. وعليه حافظين الود مع الماضي النضالي الذي حقق ما حقق من إنجازات وثمار أهمها الاستقلال الوطني، يجب أن نعد العدة بكل الجد للقضاء علي الهقدف لاستكمال معاني وقيم الاستقلال دون إضاعة الزمن في انتظار جودو التغيير علي يد النظام.      

Last modified on Saturday, 14 May 2016 10:06