لا تأمننَّ الجدار إذا ما انهدَّ جانبه

2016-05-13 19:57:28 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2358 times

كما نعلم جميعاً فإن طريق الخراب الذي سلكته وظلت تسلكه طغمة الهقدف الحاكمة لسنوات وسنوات لم يكن وليد الأمس واليوم، إنه وليد الدرب الخطأ الذي غرقت في رماله منذ ميلادها. من يمرض مرةً فإنه يجد العلاج، تقليدياً كان أو حديثاً، لذلك لن يقلق أقاربه كثيراً ما دام العلاج متاحاً ومتيسراً، والعلاج بدوره لن يخيب ظنهم بنجاعته، في السياسة أيضاً عندما تختار طريقاً سياسياً بعينه وتختبره في واقع العمل فتجده غير ذي جدوى يمكنك أن تحكم بجدواه أو لا جدواه عبر إعطائه الحيز الزماني والمكاني المناسبين الكافيين، فإذا رأيت ضرورة تغيير الطريق لا بأس من أن تجري التعديلات اللازمة في منهج سيرك، فتعتذر مثلاً لمن أسأت إليهم في حقبة الطريق الخاطئ من عمرك السياسي وتعوضهم مادياً ومعنوياً ما أمكنك التعويض، وبذلك تكسب ثقة الجمهور ويتطور نموك السياسي نحو الأفضل.

 

الطريق الخاطئ الذي ظلت ولا تزال تسلكه طغمة الهقدف بقيادة إسياس أفورقي واضحٌ أمامنا كالشمس، وهذا ليس بالكلام العاطفي الذي نطلقه جزافاً بلا دليل، بل واقع ملموس، ولا يشهد بذلك أفراد قلائل ولا شراذم من الناس، بل يشهد به الشعب الارتري في المقام الأول والعالم بأسره في المقام الثاني، ومن العجب أن تجد بعد ذلك كله قلة من الارتريين المقيمين بفردوس المنفى لا يزالون غارقين في عشقهم لهذه الطغمة متمنين لها البقاء الأبدي، وحتى هؤلاء تراهم يتوقعون في كل مناسبة من المناسبات كذكرى اليوبيل الفضي للاستقلال أن تجري الطغمة تغييراً ما، يذر الرماد في عيون العالم الراقي الذي يعيشون فيه. إنها أضغاث أحلام مُـترَفي العالم المتقدم. قادة العالم المتقدم والمتخلف علي السواء أو الأحزاب الحاكمة يستغلون مثل هذه المناسبات النادرة التي لا تمر علي بلدٍ ما سوى أربع مرات في القرن، يستغلونها في تحسين سيرهم وسلوكهم وتبييض وجه سياساتهم الخاطئة بإطلاق سراح السجناء السياسيين والعفو عن قدامى المجرمين، يغيرون السياسات والممارسات الممقوتة لدى الشعب بأخرى أفضل، يعدِّلون سياساتهم تجاه من اعتدوا عليهم بغير وجه حق. ورغم ذلك يراوح الهقدف مكانه محلياً وعالمياً واقليمياً لا يريم، ومهما تلمست له الأعذار يعييك خبثاً ولؤماً. لذا سوف لن تجد به خلية واحدة فاسدة يمكن قصها من باقي الجسد السليم، وبالتالي لا علاج له بالقطعة وإنما الاجتثاث النهائي جملةً واحدة، وإن اعتقد معتقد أن الهقدف سوف يجري تغييراً ما في هذه المناسبة أو تلك فنحن لا نجرِّمه ولكن لا بأس من تذكيره أن يقيس رأيه هذا علي معطيات مسيرة الهقدف الخاطئة من الألف الي الياء. ذلك أن سعار أو سرطان الهقدف السياسي قد استفحل ولم يعد قابلاً للعلاج والتدارك، وما دام غير قابل للعلاج فلا بديل من استئصاله من الجذور. والميئوس من علاجه عادةً لا يكترث الناس كثيراً ولا ينشطون في طلب العلاج له بقدر ما يسعون الي إراحته بإطلاق رصاصة الرحمة عليه وإراحة البلاد والعباد من عبئه الثقيل ودائه العضال. ومثل هذا الإجراء الحاسم هو الأجدى غالباً من إجراءات الترقيع وتمطيط الشفاه بالآمال في الشفاء.

 

ليس من المستغرب أن نحتفل نحن طلاب الديمقراطية والعدالة وحكم القانون باليوبيل الفضي للاستقلال جنباً الي جنب نظام الهقدف الذي يقمعنا صباح مساء، فيم نستفيد من هذه المناسبة؟ ماذا وراء هذه المناسبة التاريخية؟ تلك وغيرها من الأسئلة سوف نطرحها نحن والنظام من منظورين مختلفين.إن الهقدف كما أسلفنا في تعليقٍ سابق يستغل المناسبة في توفير عمر إضافي لسلطته ووضع المزيد من المساحيق علي وجهه إخفاءاً لتجاعيد الزمن علي وجه سلطته التي اهترأت وتكاد تتهاوى شلواً، شلواً. بينما نحن في المعارضة نحتفل بالمناسبة بغية كسب المزيد من القوة المادية والمعنوية التي تمكننا من إزالة واجتثاث النظام وإراحة البلاد والعباد منه. لذلك نحن والهقدف نقف من الاحتفال بالاستقلال علي طرفي نقيض، إذ كلٌّ منا يغني علي ليلاه. لذا فالاستقلال منا وإلينا ولا علاقة له بالهقدف، نحن وشهداؤنا من مهرنا الاستقلال دماءَنا وسنبني علي أكتافه نضالنا الجديد من أجل مستقبل جديد، ولن نجعل منه تاجاً نتوِّج به رأس الهقدف الأجرب.              

Last modified on Friday, 13 May 2016 22:01