أهمية بناء الثقة

2016-08-28 07:40:46 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2800 times

كارتريين عامة ومعارضة بصفة أخص أمامنا مسئولية ثقيلة الوزن تجاه سلامة وطننا وشعبنا، وهذه المسئولية علي الرغم من إدراجها في مقدمة أجندتنا النضالية منذ مدة طويلة، إلا أننا لم ننجز شيئاً في ذلك بالمقارنة بين طول المدة وما تم إنجازه، هذه المسئولية العظيمة والمعقدة في ذات الوقت مسئوليتنا جميعاً نحن المعنيين بالتغيير الديمقراطي في ارتريا، وهذا بدوره يلقي علي عاتقنا مسئولية بناء الثقة بيننا حتى نتصدى لهذه المهمة بفاعلية، الثقة بيننا سلاح ذو حدين بالنسبة لنا وسم ناقع في حلق عدونا المشترك نظام الهقدف الدكتاتوري.

 

منذ مدة طويلة كلنا نعلم أن ليس لدينا نحن مكونات معسكر المعارضة علاقات وثيقة بين تنظيماتنا أو مؤسساتنا السياسية، وفي ذات الوقت أمضينا زمناً طويلاً في معالجة عوامل انعدام الثقة بيننا، لكننا لم نسجل إنجازاً يذكر، إن معرفة تشخيص المشكلة نصف الحل وليست كل الحل. إحدى مشكلاتنا المعيقة هي عدم الثقة ببعضنا البعض، والثقة علي أهميتها وثقلها ليست بالشيء المستحيل تحقيقه إذا وجد الإرادة والعزم بين من يهمهم الأمر، إذاً يجب أن لا نتهيب أمراً هو من السهولة بمكان إذا خلصت النوايا.

 

الثقة لا تبنى بتبادل الوعظ والدروس بأهميتها إنما بتبادل الحوار والأفكار حولها، خلق الثقة لا يتم بمجرد إزالة الخلاف بصورة متعجلة ولكن بالدراسة الدقيقة لنقاط الاختلاف والعمل وفق ما اتفقت عليه الأطراف من نقاط اتفاق، وبالتالي تنفيذ ما بنيته بينك من خلال الثقة المتبادلة، هنا توجد مسألة في غاية الجدية، ألا وهو أن لا تنسى أنك كما تحب أن يثق بك الآخرون عليك بالاستعداد للتغيير بحيث تكون أنت أيضاً قابلاً للثقة بالآخرين.

من وسائل بناء الثقة الفعالة عقد المنتديات التفاكرية وغيرها من طرق العمل، حزب الشعب الديمقراطي الارتري بعقده ملتقىً خاصٍّ حول بناء الثقة ضرب مثالاً يحتذى في هذا الصدد، اختيار (بناء الثقة) كعنوان يعتبر في حد ذاته استشعاراً بأهمية التصدي لأزمة الثقة الحقيقية السائدة بين مكونات المعارضة الارترية، الثقة لا تتأتى بين يومٍ وليلة أو بمنتدى أو تعاليم حزبية بعينها، إنها تتطلب جهد الكثيرين وهي أيضاً ليست مسيرة يوم أو يومين. إن ما قاله السيد منقستئاب أسمروم رئيس الحزب في افتتاح منتدى بناء الثقة من (أن الثقة تبنى عبر مسيرة العمل ولا تتحقق بورشة عمل واحدة أو لقاء واحد أو قرار واحد) شاهد علي هذه الحقيقة عن الثقة وبنائها. حزب الشعب الديمقراطي الارتري سوف لن يدخر جهداً في السعي الي بناء الثقة بأي وسيلة ممكنة.

 

إن ما قدمه مثقفون وسياسيون وناشطون مدنيون وحقوقيون من أبناء شعبنا عن بناء الثقة من أوراق علمية يعطينا الكثير من الثمار المفيدة المستخلصة من تجارب عميقة وغنية من العمل السياسي والمدني والعسكري. إن هذه الأوراق فضلاً عن فوائدها الحالية تعتبر مراجع فائقة الأهمية لمن يزاولون البحث والدراسة في مثل هذه الحقول. وهو كذلك بادرة طيبة وفيتامين فاتح لشهية المهتمين بهذا الأمر من سياسيين ومثقفين.       

 

Last modified on Sunday, 28 August 2016 09:51