هل نخوض معركةً انتخابية في الهواء الطلق؟!

2016-11-13 19:33:57 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP News Read 2167 times

نعيش عصر تقدم وسائط الاتصال الاجتماعي الي أقصى حد، فقد أتيحت للبشر، أفراداً وجماعات، فرص عديدة للإدلاء بآرائهم حول أية قضية. كما أصبح بإمكان الأحزاب والتنظيمات السياسية إيصال رسالتها الي المستهدفين بها بأيسر الطرق. من تلك الطرق والقنوات الالكترونية البريد الالكتروني "الإيميل"، الموقع علي الانترنت، إسكايب، فايبر، يوتيوب، تويتر، فيسبك، مسنجر ...الخ. لذا لم يعد النقاش والإدلاء بالرأي بما في ذلك التصويت علي الآراء يستدعي اللقاء الشخصي والحضور الجسدي للمتناقشين، وبعد هذا الانتشار الواسع لتلك الوسائل هناك قلق علي مضامين ما ينشر من أفكار وموضوعات أكثر من القلق والخوف من وسيلة النشر. يجب أن يجري تلاقح فكري جاد وتبادل للرأي عبر التصويت الحر والمباشر بين طارحي الأفكار ومتلقيها من النخبة أو الجمهور. لا نعني بالتصويت فرض رأي بعينه علي المتلقي بل لابد من فهم المتلقي للموضوع فهماً عميقاً.

     

الأحزاب والتنظيمات السياسية الارترية اليوم تستعمل تلك الوسائل في إيصال رسالتها السياسية  الي أعضائها وسائر من تراهم مستهدفين ومعنيين بتلك الرؤى. إحدى أهم فوائد هذه الوسائل نشر وترسيخ مبدأ الشفافية. ومما لا يمكن تجاوزه في هذه الجزئية بالذات وجود تنظيمات تدعي أنها تنظيمات معارضة رغم عدم شفافيتها وغموضها في قضايا ومواقف عديدة. هل تمارس الأحزاب والتنظيمات السياسية الارترية المعارضة التصويت فيما بينها؟؟؟ من الطبيعي أن يتناول تنظيم أو حزب سياسي ما نقد الآخرين سلباً أو إيجاباً وأن يتلقى هو الآخر رأي الآخرين فيه، ولكي تصل الي خلاصة الرأي برفض أو قبول الرأي المطروح، عليك أن تتحلى بالحذر والوضوح في ذات الوقت. ليس من السهل علي نفس السياسي أن يصل الي حكمٍ قاطع علي السلوك أو الاتجاه السياسي لحزبٍ، تنظيمٍ، منظمةٍ ما. ذلك أن هكذا حكم يتطلب أدلة مادية يصعب دحضها، وما ذلك إلا لأن مستقبل علاقتك بمن حكمت عليه سوف يتأثر بذلك الحكم. خلاف ذلك يعتبر الأمر مجرد تهريج فارغ للمكايدة والاستهلاك.

 

في الوقت الراهن تدلي جميع تنظيمات المعارضة الارترية برأيها السياسي حول مستقبل البلاد بعد سقوط النظام الدكتاتوري الحاكم، والشعب الارتري بدوره سوف يحكم علي تلك التنظيمات بما أودعته في وثائقها من رؤى ويؤيدها أو يرفضها وفقاً لتلك الرؤى. والأمر ذاته يمكن تطبيقه علي التنظيمات حول رؤيتها لبرامج بعضها البعض. أما إلقاء القول علي عواهنه والتوزيع المجاني للتهم والنعوت علي التنظيمات فأمر لا يقود إلا الي خراب السلوك السياسي برمته.

 

كما أوضحنا آنفاً تحول عالم اليوم الي مسرح لتلاقي وتبادل الأفكار، والأخذ والرد فيما هو مطروح للنقاش، ومع ذلك نجد من هم ليسوا علي استعداد لتقبل الرأي الآخر أو حتى سماعه، وهذا سلوك ضار وخاطئ في عالم اليوم بالذات. وقديماً قال الأجداد: " أن تكون مستمعاً ذكياً خيرٌ من أن تكون متحدثاً ذكياً". البعض مستعد للإملاء علي الآخرين وغير مستعد للاستماع لهم. وهؤلاء لا شك سوف يحرمون حتى من الانتفاع مما هو إيجابي من آراء الآخرين. إنهم لا ينتبهون الي حقيقة أن مستمعهم ومن يملون عليه آراءهم لديه هو الآخر الرغبة في الاستماع اليه. ليس مقبولاً إلباس الآخرين ما ليس فيهم دون التأكد والتحقق من معلوماتك عنهم. والأنكى من ذلك أن تحكم علي الشخص في ذاته بتفسيرك الخاص لأفكاره ورأيك فيها. ومن أسوأ آثار مثل هذا السلوك الإضرار بقائل مثل تلك الآراء ومن ثم تجريده من الثقة بأقواله.

 

الظاهر من سلوك معظم تنظيمات المعارضة حتى الآن تضخيم حجم الاختلاف وتقليص مساحة الاتفاق، وهذا من مؤشرات عدم الثقة بالنفس، وللخروج من متاهة هذا السلوك المريض لابد لمن يتصدى للحكم علي الآخرين، فردا كان، تنظيماً أو جماعة أن يأتي بأدلة وبراهين موثقة علي ما يقول، سلباً أو إيجاباً، هناك اليوم أفكار متنوعة تطرح من مختلف الاتجاهات السياسية والمدنية من خلال مواقع الانترنيت والوسائط الالكترونية الأخرى، علينا أن نقرأها ونفهمها بإمعان ثم نحكم عليها بنزاهة وإنصاف. وهذه خطوتنا الأولى نحو اعتماد نهج التصويت الالكتروني في قراءة الأفكار والحكم عليها بالسلب والإيجاب.                            

Last modified on Sunday, 13 November 2016 20:37