حتى لا نتهم بالتقصير في حق أنفسنا

2016-06-30 07:11:01 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP News Read 1968 times

الكل يعلم أن ما نزل بالشعب الارتري من ويلات علي أيدي طغمة الهقدف عميق الجرح وثقيل العبء، لكن انتهاك حقوق الانسان الأساسية هو الأبرز والأعمق من تلك الويلات. لذلك يأتي علي رأس وسائل نضال الشعب الارتري وقواه السياسية في سبيل إزالة ذلك الضرر الفادح طلب العون من منظمات حقوق الانسان، بينما يسعى الهقدف بكل ما يستطيع التستر علي جرائمه وإجهاض نضالات قوى الديمقراطية وحقوق الانسان.

 

وأخيراً أثمرت نضالات شعبنا عن إجبار القوى الدولية المعنية بحقوق الانسان الي أن تعنـَــى بالشأن الارتري عنايةً مباشرة وتضع الهقدف وجهاً لوجه أمام جرائمه، وقدمت تلك الجهات مناشداتها للنظام بالكف عن انتهاك حقوق شعبه المرة تلو الأخرى، لكن النظام بكل برود نفى عن نفسه مزاعم الانتهاك، وعندما اضطرت الجهات المعنية الي التثبــُّــت بنفسها من صحة تلك المعلومات ميدانياً رفض النظام السماح لها بذلك. ولم تفت محاولات النظام المعيقة في عزم تلك الجهات فاختطـَّــت لنفسها طريقاً آخر للتحقق من جرائم وانتهاكات النظام فكونت لذلك لجنة تحقيق خاصة والتي بدورها خرجت بعد عامين من الجهد الدءوب بتقريرها الذي هز ضمير العالم ولفت انتباهه الي الحال المزري لحقوق الانسان في ارتريا. ومن المأمول أن تنتهي اللجنة الي إنفاذ قراراتها المـُــدينة للنظام والمعاقبة له. لا شك هناك أكثر من وجهة نظر في تقييم تقرير اللجنة، لكن ذلك كله لم يخرج عن توقعاتنا، فالنظام بالطبع لن يحيد عن دأبه في هكذا أحوال من إنكار مطلق للحقيقة وامتناع تام عن التعاون مع الجهات المعنية. وهو بالفعل قد بدأ ترديد تلك المزاعم، لكن هيهات، إذ لم تعد الأوضاع المألوفة للنظام سائدة، فقد صارت طريق المقاومة والتهرُّب ضيقة أمامه، وضحايا انتهاكاته الكثر يقفون له بالمرصاد، فضلاً عن حرصهم البالغ علي إيصال الجهود الدولية الي نهايتها الطبيعية.

 

نحن المعنيين مباشرةً بتلك الانتهاكات من الطبيعي أن نكون أقوى تأييداً لتوصيات تقرير لجنة التحقيق وأكثر تحمساً لإنفاذ نتائجه علي أرض الواقع، لذلك فالمطلوب منا لا يقتصر علي مجرد تأييد التقرير فحسب، بل متابعة التقرير حتى ينتهي من جهة الي إرساء وضع سليم لحقوق الانسان في بلادنا، ومن جهة أخرى إجبار القوى المتسلطة علي الاستسلام والخضوع للوضع الجديد بكل ما يترتب عليه من نتائج. إن هذه المهمة وإن كانت تعني الكثيرين فإنها في المقام الأول تعنينا نحن الارتريين من قوى الديمقراطية والتغيير، أضف الي ذلك يجب علينا الحذر من أن نكون القوى المعنية بالأمر وفي ذات الوقت الأقل تحمساً في التضحية له، أي بينما يسعى في قضيتنا الآخرون نكون نحن خارج التغطية، ونتهم من ثم بالتقصير في التصدي لقضيتنا وتركها للآخرين. ومن ذلك أن يضحك علينا النظام بأجندة الدفاع عن نفسه أمام الغيوم السوداء التي تلبد سماءه بخدعة تصوير الأمر بالمؤامرة التي تستهدف الكيان السيادي الارتري.

 

التقرير لا يدين ولا يعاقب إلا أفعال وأشخاص تلك الحكومة الزائلة بحق الشعب المضطهد وهو في ذات الوقت صاحب السيادة الحقيقية والمطلقة، ولا يستهدف الكيان الجغرافي والإنساني الارتري بحال من الأحوال. إن معاقبة مجرمي الهقدف علي جرائمهم ليس هو الذي يتهدد السيادة الارترية، بل إن ما يتهددها هو بقاء تلك الطغمة المجرمة علي كرسي الحكم تواصل ممارساتها القمعية مع الإفلات التام من العقوبة.

 

في سعينا لإنفاذ محتويات التقرير يجب أولاً التعريف به عالمياً واستقطاب التأييد الرسمي والمدني له، حزبنا من جهته يعتبر النشاطات السياسية السلمية مثل تظاهرة جنيف الأخيرة وأمثالها جزءاً لا يتجزأ من منهجه النضالي السلمي الذي يسير عليه في جميع أنشطته الشعبية والدبلوماسية.   

Last modified on Thursday, 30 June 2016 09:15