أجندتنا بديلاً للانسياق وراء أجندة الهقدف

2016-07-04 19:10:12 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2496 times

ظلت المعارضة الارترية منذ فترة ليست بالقريبة تـُــستغفـَــل وتنساق وراء ما يجرها اليه نظام الهقدف من أجندته، هذا لا يعني أن المعارضة لم تحاول العكس، أي إجبار الهقدف علي تلبية أجندتها، إنما نعني أن ذلك لم يكن بالقدر الكافي، فمثلاً مظلات جامعة أو شبه جامعة مثل المبادرة، التجمع، التحالف، المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي هي أجندة من صنعنا نحن في المعارضة، لكنها لم تثبت بعد نجاعتها في جر الهقدف الي أجندتنا. 

الهقدف منطلقاً من طبعه المعادي للشعب أعلن برنامجه للخدمة العسكرية الالزامية الأبدية، اعتقل وأخفى قسراً مخالفيه الرأي، صادر كل الحقوق والحريات، زج بالشعب البريء في حروبٍ عبثية لا ناقة له فيها ولا جمل و...و...الخ. وانخرطنا نحن بدورنا في مقارعة وملاحقة أجندته هذه كشفاً وتعرية. ولو كان زمام المبادرة بأيدينا لما كان هذا حالنا، سيكون وقتها مضطراً الي الخضوع لأجندتنا نحن ويحسب لتأثيرنا ألف حساب.

 

لكن ما يزال لدينا الكثير من عوامل استرداد زمام الأمر. بيد أن الوقت يداهمنا ويلاحقنا ونحن لم نستغل بعد ما لدينا من عناصر المبادرة. ولكي نسترد زمام المبادرة لابد لنا من قوة وفاعلية علي مسرح الأحداث، علي أن معنى ومبنى القوة والفاعلية عندنا ليس بالضرورة ما في نفس النظام وعقليته المعروفة لدينا، فالقوة لدى الهقدف لا تعدو أن تكون أداةً لتخويف وإرهاب الشعب وابتزازه وسلبه ونهبه، لكن هذه قوة لا شك زائلة وزائفة معنىً ومبنى، أما معنى القوة عندنا علي العكس يستمد من قوة الشعب لا من ضعفه ولا يستمد من كونها أداة لقمع وقهر الشعب. إننا ما لم نمتلك تلك القوة التي تتخذ من الشعب سيداً للقرار والتأثير فلن يكون لدينا القدرة علي إخضاع الهقدف لأجندتنا وتأثيرها.

 

لقد ثبت لنا عملياً كم يصاب النظام بالفزع والهلع من أقل قدر من الوحدة والتفاهم بين من لهم مصالح مشتركة وعزيمة صادقة، إنه يخاف من وحدة الشعب خوفه من الأسد، لذلك تراه يعمل صباح مساء علي تفتيت تلك الوحدة بزرع شتى النعرات والتقوقعات بين بعض الشعب وبعضه الآخر. وكلما تجاوزنا متماسكين متاريس التمزق والتفرقة كلما انزعج النظام واضطر للتعامل معنا راغماً غير راغب. وكلما انشغلنا بخلافاتنا الثانوية وتركنا وراءنا ممارسات الهقدف الخطيرة علي وحدة الشعب والوطن لن نكون قادرين علي إخضاع الهقدف لأجندتنا. كلنا علي علم بالحكمة الخالدة: "اختلاف الرأي أمر شائع عالمياً، كما أن العمل وفق ما يتفق عليه الجميع وتأجيل ما يختلفون عليه هو الآخر أمر مألوف". إن الوحدة قوة، كلنا ندرك ذلك، ومن تمام الإدراك أن نعمل بما نقول، أما العمل عكس ما ندرك فلا يعدو أن يكون إخفاء العلاج والتستر عليه مع العلم بالمرض الذي يستوجب العلاج.

 

إن ما اجتاح العالم خلال الأيام الماضية من تظاهر الارتريين في أنحاء العالم دعماً وتأييداً لقرارات دولية في طريقها الي إدانة النظام أزعج الهقدف وزعزع فرائص توازنه. وكلما قوينا وحدتنا بالتنظيم والرأي السديد والمتماسك كلما اضطررنا النظام الي الهرولة وراء أجندتنا والانصياع لها. وحدتنا سوف تحطم كل دفاعات وأقنعة الهقدف.

 

نحن دعاة العدل والتغيير الديمقراطي لم نعد منعزلين عن شعبنا، إنه معنا علناً وأحياناً سراً، العالم أيضاً معنا، إنه – أي العالم – تقدَّمَــنا كثيراً وهو يعد العدة لتقديم أوراق إدانة النظام المجرم الي الجهات العدلية الدولية. طغمة النظام هي الأخرى خضعت للأمر الواقع فبدأت تهرول وراء لجنة التحقيق الدولية وتستجدي عطفها في سبيل السعي الي شطب إدانتها من سجلات تقريرها. ولا شك سيأتي اليوم الذي يجد فيه الهقدف نفسه يرسف في سلاسل إدانته التي نسجتها له أيدي الشعب الذي ظل يطعمه الذل والهوان طيلة ربع قرن من الزمان. ذلك أن كل شريك خارجي في صناعة التغيير القادم في ارتريا إنما ينطلق من مصلحته هو وليس بالضرورة مصلحة المواطنين الارتريين. ثم إن العامل الخارجي في هذا التغيير هو الذي يستغله النظام في تبرير عناده وتشبثه بسلطته ويرتعد خوفاً من العامل الوطني داخلياً كان أو خارجياً لأنه الوحيد الذي يشكل تهديداً جاداً لعرشه. وهذا بالطبع هو الذي يجعل الهقدف مضطراً الي ملاحقة أجندتنا بدلاً من جرنا الي أجندته.     

Last modified on Monday, 04 July 2016 21:16