لنحافظ علي استقلالنا ونواصل نضالنا من أجل الحرية

2016-05-07 19:43:10 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2407 times

الارتريون يعلمون أن نضالهم كان ولا يزال طويلاً مزدوج الأهداف، ذلك أنه فضلاً عن المؤرخين وما كتبوه حوله فقد عاش الشعب الارتري تاريخه بنفسه وصنعه عبر تضحياته وبطولاته، وخلال هذه المسيرة النضالية الطويلة دفع الارتريون أغلى التضحيات من أجل وطنهم وحريتهم، ولكل فردٍ منهم إسهامه النضالي المشهود وغير المنكور.

 

هدف النضال الارتري وإن كان يحتضن بين طياته الكثير من الأهداف الفرعية إلا أن أهم شقـَّـيه هما إقامة دولة مستقلة ذات سيادة، ونظام يحقق الديمقراطية، السلام ويصون جميع الحقوق والحريات، وهذان العاملان، حرية الأرض والإنسان، وجهان لعملة واحدة غير قابلين للانفصال، هدف نضالنا الأساسي بالطبع كان تشكيل دولة ارترية حرة ذات سيادة، لكن ذلك وحده ليس كافياً لاستكمال حرية البلاد أرضاً وشعباً. ولابد من مواصلة النضال لتحقيق ما تبقى من قيمنا وحرياتنا. علي أن نضالنا هذا من أجل استكمال حرياتنا يجب ألا يكون علي حساب ما حققناه من قيم وانتصارات وطنية، بل ليزيد قيمنا النضالية والاستقلالية جمالاً علي جمالها وصدقاً علي صدقها.

 

إن ما تحقق من استقلال قبل ربع قرن من الآن نصرٌ نضالي يهم كل الشعب الارتري وليس ملكاً خاصاً للحزب الحاكم (الهقدف)، ليس هناك من سبب يجعل الهقدف وصياً علي الاستقلال ونحن الذين نناضل لاستكماله أعداء متنكرين له. إن افتخارنا وتشرُّفنا باستقلالنا إنما يعبر عن تقييمنا للثمن الغالي الذي دفعه شهداؤنا من أجل الاستقلال، إن التقليل من شأن تضحيات الشهداء إنما يعتبر ردة وتنكـُّــر بحق ما تحقق لنا من الاستقلال والسيادة الوطنية. ومن يتنكر للاستقلال لا يمكن أن يكون مؤهلاً لخوض النضال من أجل إزالة الغبن الواقع علينا جميعاً من الهقدف. إن من يستهين بالاستقلال بدلاً من أن يستند علي إرث حائط تضحيات الشهداء ويتخذه درعاً وسنداً يحاول تقويضه تماماً.

 

نسمع من حين لآخر من يردد أنه لا فائدة من تحرير الجغرافيا طالما ظل الانسان سيد الجغرافيا بلا حرية ولا سيادة، هل يعني ذلك أنهم لا يعترفون باستقلال ارتريا ويتمنون عودتها الي عهد ما قبل الاستقلال؟ ألا يدرك هؤلاء أن الحرية جزءٌ من الاستقلال ولا تنبت في أرضٍ محتلة؟ نحن من جانبنا لا نفصل بين الحرية والاستقلال، إنهما أمران لا يقوم أحدهما بغياب الآخر، وكلما توفر أحدهما وغاب الآخر فهناك نقصٌ فادح لا يستقيم مع وجود القائم منهما. ونضالنا هو الآخر لا يكتمل إلا إذا حافظ علي المكتسبات النضالية السابقة وسعى لاستكمال ما لم يتحقق منها.

 

إننا من صناع ذلك الاستقلال، لذلك ليس غريباً علينا أن نحتفل به ونحيي ذكرى يوبيله الفضي بالرغم مما يعكر صفوه وعلق به من أدران الدكتاتورية، كما لا ينتقص من قيمة احتفالنا به أننا ما زلنا نواصل النضال لاستكمال ما تبقى من قيمه. إن عدم احتفائنا بمناسبة الاستقلال الوطني لأمر يسرُّ عدو الشعب الهقدف ولا يحزنه، لأن ذلك يصب في صالح مشروعه بادعاء ملكيته الوطن والاستقلال وأن من حقه أن يفعل بهما ما شاء. الهقدف يتجهز هذه الأيام للاحتفال بذكرى اليوبيل الفضي للاستقلال، وعندما نقول نحن أيضاً سوف نحتفي به لا يعني هذا أن هناك ما يجمعنا بالهقدف، بل لأننا نحتفل بالمناسبة من منظور وطني تاريخي مختلف. إن الهقدف يستغل المناسبة في توفير عمر إضافي لسلطته ووضع المزيد من المساحيق علي وجهه إخفاءاً لتجاعيد الزمن علي وجه سلطته التي اهترأت وتكاد تتهاوى شلواً، شلواً. بينما نحن في المعارضة نحتفل بالمناسبة بغية كسب المزيد من القوة المادية والمعنوية التي تمكننا من إزالة واجتثاث النظام وإراحة البلاد والعباد منه. لذلك نحن والهقدف نقف من الاحتفال بالاستقلال علي طرفي نقيض، إذ كلٌّ منا يغني علي ليلاه. لذا فالاستقلال منا وإلينا ولا علاقة له بالهقدف، نحن وشهداؤنا من مهرنا الاستقلال دماءَنا وسنبني علي أكتافه نضالنا الجديد من أجل مستقبل جديد، ولن نجعل منه تاجاً نتوِّج به رأس الهقدف الأجرب.     

Last modified on Saturday, 07 May 2016 21:48