الهقدف لم يأت بجديد، فهل لدينا نحن من جديد؟!

2016-04-08 10:49:09 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2874 times

عندما نكتب أو نتحدث عن طغمة الهقدف الحاكمة بالطبع لا نتحدث عن تنمية أو رخاء أو استقرار، بل عن حرب وضرب ودمار وانهيار، وكالمعتاد ارتكب نظام هذه الطغمة في الثالث من أبريل 2016م مجزرةً جديدة بحق فلذات أكباد شعبنا من مجندي الخدمة العسكرية الإجبارية، وذلك أمام الملأ وفي عاصمة البلاد ومدنها الأخرى وفي شوارعها وأزقتها المزدحمة بالمارة والجلوس، قد يختلف الشكل لكن المحتوى معهود من هذا النظام، إنها مواصلة لنهجه في عمليات الضرب في المليان في كلٍّ من ماي حبار، عدِّي أبيتو وسجون الأقاليم وساحاتها وشوارعها العامة، فعند ارتكابه مجزرة ماي حبار بحق معوقي حرب التحرير في العام الثاني مباشرةً لإعلان الاستقلال حاول كثيرون أن يقنعونا ببراءة النظام من تعمد فعلٍ كهذا، فنسبوا الفعل الي الخطأ والنسيان أو ما شابه ذلك. يومها وصف النظام هؤلاء الأبطال الأبرياء الذين تحركوا من معسكرهم بماي حبار علي كراسيهم المتحركة قاصدين العاصمة للمطالبة بحقوقهم وتحسين أوضاعهم، وصفهم بالمدللين ومن يطلبون ثمناً لنضالهم، ولحسم حركتهم في مهدها قرر النظام أن يجعل تحركهم عبرة للآخرين فأطلق عليهم النار ليس للتخويف ولا للإنذار وإتاحة الفرصة للتنحي عن مضرب النيران بل متعمداً قتلهم وحصدهم جملةً مع سبق الإصرار والترصد. أضف الي ذلك قمعه انتفاضات الهرب والتمرد التي ينظمها السجناء في بعض السجون أحياناً، فينفذ عليهم حراسهم أحكاماً بالإعدام لم تصدر عليهم من القضاء.

 

إنما حدث في الثالث من أبريل 2016م وتجاوز صداه ارتريا حتى صار حديث وسائل اعلام عالمية إنما هو رسالة واضحة من النظام الي عدة أطراف. إن أول المعنيين بهذه الرسالة هم المواطنون الارتريون ومفادها أن مصير من تحدثه نفسه بشيء كهذا فذاك مصيره وعليه أن يتحمل المسئولية، والرسالة موجهة بصفة أخص الي الشاب الارتري أينما كان، ونحن بالطبع ولأسباب عديدة ننتظر الكثير من الشباب، فهو عماد القوات النظامية المضطهدة مثلها مثل أفراد شعبها الأعزل والبريء، لذلك يعنيها ما يعني شعبها من التغيير واسترداد الحقوق. ومن مميزات تلك القوة أنها الأفضل تنظيماً وانضباطاً فضلاً عن حملها لأقوى أداة ردع وإخضاع. وفي ذات الوقت هي القوة المعنية الأولى بما حدث في ذلك اليوم الأسود، يوم الثالث من أبريل 2016م، وهذه رسالة هامة وصلت الي تلك القوة، فماذا تنتظر لتقوم بما يتوقعه منها الكثيرون بفارغ الصبر، عليها إذاً أن تقطع الرجاء من هذا الطاغية ونظامه وتصوب أداتها القتالية الفاعلة الي صدور أفراد الطغمة الحاكمة، نحن نعلم أن تلك القوة ليست مسرورة مما بدر منها تجاه مواطنيها الأبرياء، لكن من العيب وقلة النخوة والشهامة من تلك القوة وهي تملك الأداة الحاسمة أن تبكي وتنتحب مع النساء العاجزات عن امتلاك القوة اللازمة لتحقيق أمنياتهن في التغيير.

 

شق من الرسالة أيضاً موجه الينا نحن في معسكر المعارضة، مفاده أن الشعب قد فاض به الكيل فهو ينادينا لنكون له طوق النجاة من الغرق، وردُّنا علي ندائه ليس بحاجة الي شرح، إنه باختصار تأجيل الخلافات الجانبية والتعجيل بإنجاز المهمة العاجلة، مهمة تنحية النظام، أس الشر والبلاء. أدوارنا في هذه العملية وإخلاصنا السياسي والتنظيمي لها سوف تتمايز في محك العمل وليس ونحن جميعاً جلوس في انتظار جودو الخير أو الشر.

 

 

تبقى من متلقي الرسالة جانب العالم والإقليم، مجلس الأمن ودوله الأعضاء، الاتحاد الاوربي ودوله الأعضاء، الاتحاد الافريقي ودوله الأعضاء، جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي والدول الأعضاء، الهيئات والمؤسسات الدولية والاقليمية، وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني ...الخ، كل هؤلاء معنيون بما حدث في ارتريا في الثالث من أبريل 2016م. ليس هؤلاء بحاجة بعد هذه الحادثة الي دليل يدلهم علي كذب وتخرصات وعود النظام بتقنين وتحديد مدة الخدمة الإجبارية وتحسين وتصحيح أوضاع حقوق الانسان، لذلك فليكفوا عن فتح خزائنهم للنظام تشجيعاً له علي إدخال إصلاحات لا يعرفها ولا تشبهه. وعلي مفوضية حقوق الانسان الدولية أن تسجل هذه الحادثة الجديدة في أحدث صفحة من سجل النظام الأسود في هذا المجال، بل وكافة المجالات.

 

الرسالة الموجهة لجميع الأطراف واحدة لكن الأدوار تتباين، فأول المعنيين هم الارتريون الذين يقع علي رقابهم عبء الدكتاتورية الثقيل والأدوار الأخرى، العالمي منها والإقليمي، أدوار داعمة، علينا أن نلبي ما ورد في التصريح الصحفي لرئيس حزب الشعب الديمقراطي الارتري بهذا الخصوص (نوجه النداء بأعلى الأصوات الي الشعب الارتري الأبي أن ينهض ويريح البلاد والعباد من هذا الكابوس الجاثم علي صدره، كابوس الدكتاتورية، حيث لا راحة ولا استقرار لبلادنا وكل المنطقة إلا بإزاحة هذا النظام الدكتاتوري الأرعن المسلط علي رقاب الشعب والقذف به الي مزبلة التاريخ). لذلك فلنجدِّد عزيمتنا النضالية ونوحد جهودنا للقيام بهذه المهمة الملحة، مهمة إنقاذ الشعب والوطن، أما النظام فلن يغير ما اعتاد عليه من إجرام بحق الشعب والوطن، حتى نتولى بأنفسنا مبادرة جمع الصف وطلب دعم العالم والإقليم لاجتثاثه من الجذوروالقذف به الي مزبلة التاريخ كما ورد في التصريح.

                                          

Last modified on Friday, 08 April 2016 12:53