يرى القذى في عين غيره و يتغاضى عن الجذع في عينيه

2015-04-02 14:16:19 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 3034 times

اشتهر الفرع السويسري لبنك HSBC ثاني أكبر بنك في العالم من حيث حجم الودائع، اشتهر هذا الفرع بالنشاط في القطاع غير الحكومي وبعد أن تكشفت حقيقة تخصصه في استقبال ودائع المجرمين والفاسدين العالميين من رجال الأعمال والحكام الطغاة في حسابات سرية بدأ يهرول ويتخبط يمنةً ويسرة بحثاً عما يبيض وجهه ويزيل عنه سواد جريمته في غسيل وتبييض الأموال القذرة. بعض الأموال المودعة في هذا البنك تخص المدانين من الأمم المتحدة من مشاهير معتادي الإجرام الدولي المتورطين في قضايا الفساد وتجارة البشر والألماس.

عملاء هذا البنك من كبار حكام وقادة سابقين وحاكمين منهم علي سبيل المثال: مبارك رئيس مصر الأسبق، التونسي الأسبق بن علي، السوري بشار الأسد، ملك المغرب محمد السادس، ملك البحرين، أمراء الأسرة السعودية المالكة....الخ.

وإذا كان ما سبق جائزاً في حق الأغنياء من الملوك والرؤساء وكبار رجال العمل والإجرام المنظم، فإن الغريب الذي يصعب تصديقه أن نجد في هذا البنك ودائع قيمتها 695.2 مليون دولار تخص ارتريا أفقر بلاد العالم قاطبةً. إذاً كيف حصل فرد أو أفراد محدودون علي مبالغ بهذه الضخامة وشعب البلاد يحصل علي معاشه اليومي بالبطاقة التموينية ويعاني من الانقطاعات الطويلة والمتكررة للخدمات الأساسية في المدن والقرى، والشباب الذي أظلمت الحياة في عينيه يتدفق مهاجراً مما ألحق أشنع الأضرار بالإنتاج الزراعي والحيواني وحتى التعديني. لكن المؤكد أن تلك المبالغ المودعة بأسماء رجال السلطات الارترية لن تكون الأخيرة ولا الوحيدة، إلا أن ما تكشف حتى الآن من فضائح نظام اسمرا الدكتاتوري يكفي لإدانة تلك السلطات ويعريها تماماً أمام العدو والصديق.

لقد اتضح كذب وإفلاس الدعاية الجوفاء التي ظل يطلقها زبانية ومؤيدو نظام الهقدف عن خلو البلاد من الفساد وعن اعتماد ارتريا علي نفسها. إن قادة ارتريا الذين كان من المتوقع ألا يكرروا تجربة قادة ما بعد الاستقلال في افريقيا صاروا أنكى من سابقيهم فساداً ودكتاتوريةً وقمعاً.

إن تلك الودائع خاصة القيادات الارترية لا شك حصيلة مصادرهم المشبوهة والمتعسفة مثل ضريبة ال 2%، تجارة المعادن، التجارة عبر وسائل غير شرعية عن طريق شركات النظام مثل شركة (بادو تشعتي) الأخطبوطية، الاتجار بالبشر، دخل الأعمال والمشاريع المنتــَـجــة بالسـُّــخـْــرة. ولا أحد ممن له إلمام بالأوضاع في ارتريا يجهل أن دخل حكومة ارتريا دخل ريعي وليس إنتاجي يعتمد بصورة رئيسية ومباشرة علي مَـصـْـدَرَي تحويلات المغتربين وتجارة التهريب. أيضاً من الطبيعي أن تكون الحكومة التي تحتكر التجارة وسائر النشاط الاقتصادي والخدمي عرضة للفساد. ومع ذلك فإن النظام الذي يتعامى عن القضيب الذي يعترض عينه يشرئب ببصره الي الأقذاء في عيون الآخرين من البلدان والشعوب. ألا يجدر بفضائية ارتريا التي ترفع شعار (تحدث الحقيقة) أن تحدثنا عن هذه الحقيقة التي أصبحت اليوم حديث العالم؟ لكن هذا ليس بالغريب علي نظام إسياس الذي يحارب الصحافة وترتعد منها فرائصه لأنها تكشف حقيقته.

حزب الشعب الديمقراطي الارتري في برنامجه السياسي المقر في مؤتمره الثاني أقر تحت بند إدارة واستخدام التعدين: (حزب الشعب الديمقراطي الارتري يعتبر المعادن من أهم الثروات الطبيعية ذات الأثر الإيجابي العظيم علي تنمية البلاد، لذلك لابد من حماية هذه الثروة من الفساد في جميع مستوياتها بما يجعلها تقوم بوظيفتها الحقيقية في انتشال شعبنا من وهدة الفقر، يجب ألا تكون المعادن وجميع ثروات باطن الأرض مصدر شر وإفساد واقتتال بين الفرقاء كما حدث لقادة البلدان الافريقية، كذلك ظل قادة افريقيا يحتكرون معادن بلاهم طيلة بقائهم علي كراسي السلطة ثم يهربون عند انهيار مسرح السلطة علي رؤوسهم فيقضون بقية حياتهم يتقلبون في لذات ما هربوه من أموال تلك الثروات وأودعوه في بنوك الخارج).

نظام إسياس أفورقي وزبانيته أيضاً سوف يسلكون ذات السيناريو والمسلك اليوم في السلطة وغداً في الخارج، سوف ينفقون تلك الأموال في ملذاتهم وينفقون فائضها في تعكير صفو ارتريا وإرباك مسيرة الحياة بها.

                     

Last modified on Thursday, 02 April 2015 16:26