غير أكفاء يستخفون بأكفاء

2017-03-15 09:36:21 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP News Read 2069 times

من الطبيعي والمألوف أن يتحدث الناس عن أنفسهم وبيئتهم المحيطة فيتناولون ذلك بالدرس والتقييم، وقد يكون التقييم شاملاً لكافة حقول الحالة او الشخصية المدروسة اقتصادياً، سياسياً، اجتماعياً ...الخ. ومن الممكن جداً أن يكون التقييم أيضاً ذا نتائج إيجابية أو سلبية. كذلك قد يتصف التقييم بالموضوعية والجدية أو العكس، والكثيرون من القائمين بالتقييم أو من يقع عليهم التقييم لا يعبئون برأي الناس فيهم، بينما يوزعون الاتهامات المجانية يمنةً ويسرة، لكن عندما يتناولك بالتشويه من لا يساويك وزناً أو كفاءة لا تملك إلا أن ترد عليه بالعبارة الشعبية الشهيرة (الجمل ما يشوف عوج رقبتو).

 

والمستفاد من هذه الحكمة هو: أن التحدث حول قضية مطروحة للنقاش يجب أن يبدأ بدورنا الذاتي فيها قبل التحدث عن دور الآخرين. وهذا أصح الطرق لحل المشكلات، والأمر الثاني هو أننا قبل التحدث عن القضية مثار النقاش يجب أن ندرسها جيداً، والثالث أننا عندما نقدم النصح والإرشاد لأحد الضحايا يجب أن نزوده بتجربتنا الذاتية فيما أصابه قبل أي تنظيرات أو شروح نظرية. والرابع هو أن نوضح له أن العامل الأول في كل ما يصيب الانسان ينطلق من نفسه ومن أعماله سلباً كانت أم إيجاباً، لذلك لن يحصد أحدنا إلا ما زرع، وعليه يجب أن نتجنب الحديث عن عيوب الآخرين ونلومهم قبل أن نلوم أنفسنا.

 

هذا الاعوجاج في الرقبة أصبح اليوم الداء المنتشر في الارتريين عامة ومعسكر المعارضة علي وجه الخصوص. أصبح هذا المعسكر عاجزاً عن أن يصبح قوة تغيير حقيقية ومع ذلك يتمنى أن يأتيه التغيير سائراً علي قدميه. أيضاً ودون التقدم بخطوات عملية تجاه العمل المشترك هناك من ينظـِّــرون ويبشرون بالوحدة، ودون التحدث عن الذات هناك من يوزع الشهادات السالبة والإيجابية علي حزبٍ أو تنظيم أو جمعية مدنية ما، في هذا المعسكر أيضاً نرى اليوم من يترك البرامج والقوالب التنظيمية والسياسية جانباً ليقيم الأحزاب والتنظيمات والجمعيات بهوية من يقودونها حقيقية كانت أم من صنعه. هناك من يطلق علي الآخرين الاتهامات والنعوت ويشن عليهم الحرب، بينما هو بنفسه يتصف بما يعادل ذات الصفات التي يحاربها في غيره، فمثلاً نرى من يحمل شارات الانتماءات الدينية أو غيرها من الأطر الضيقة يرمي الآخرين بما يعاني منه من داء.              

مثل هذه الآراء الغريبة تستخدم جميع المناسبات والوسائط الالكترونية منبراً لها، الأمر الذي أدى الي انصراف الكثيرين عن تلك الوسائل الحديثة التي كان المفترض منها في مجالات مفيدة وغير ضارة، يختبئ وراء تلك الوسائل أناس عديمو المسئولية والإحساس يقضون ليلهم ونهارهم في تشويه صورة أشخاص وجهات لا علاقة لها بما توصف به أو يلصق بها. وهذا يدل علي أن نضالنا الحالي يعاني من أعباء ومعوقات ثقيلة للغاية. إن هذا التوزيع المجاني لهذه الأوصاف السالبة بصورة مستمرة علي أناس شرفاء وأبرياء لأشبه بإلصاق تلك اللافتة الخداعة علي الدكاكين (التسليف غداً) أو الورش (التصليح غداً).

 

هؤلاء الأوغاد الذين سخروا جهدهم ووقتهم للهدم والشتم والتشتيت، يجب أن لا نمر علي تخريبهم هذا مرور الكرام أو نبحث لهم عن الأعذار. هؤلاء يجب أن يتم فضح عمالتهم المكشوفة لأعداء معسكر الديمقراطية والتغيير، وليعلم من يتجاهلون هذه القضية الحساسة أن الضرر مما تضرر منه الآخرون لا محالة لاحقهم إن لم يكن اليوم ففي الغد.

Last modified on Wednesday, 15 March 2017 10:39