http://ascenteq.com/project/epdp

تحت شعار ( نضالنا العادل المنتصر بالمشاركة الشعبية سيتعزز أكثر بوحدتنا ) انعقد المؤتمر العام الثاني لحزب الشعب الديمقراطي الارتري خلال شهر يوليو 2015م في موقعين وزمانين مختلفين، إن المؤتمر الذي مُـثـِّـلـَـتْ فيه قواعد الحزب المترامية الأطراف بطريقة ديمقراطية والذي انعقد في كلٍّ من اثيوبيا وألمانيا كان علي قدر المسئولية الملقاة علي عاتقه إزاء ما تمر به بلادنا ارتريا.

يأتي انعقاد مؤتمرنا في ظروف محلية واقليمية ودولية استثنائية يعيش فيها شباب بلادنا بالذات حياةً جهنمية في الداخل والخارج. كما تعيش بلادنا جراء سياسات نظام الهقدف الخاطئة عزلة دولية شاملة وممارسات قمعية وحشية عرضتها للإدانة من قبل مفوضية حقوق الإنسان الأممية. بل وعدت المفوضية بالمزيد من التحقيق حول ما يواجهه النظام من تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية تجاه المواطنين. كما أن المؤتمر يأتي في وقتٍ تتضاعف فيه أهمية ومسئولية المجتمع الدولي والاقليمي والوطني إزاء ما يتعرض له الشباب الارتري في الشرق الأوسط وشمال افريقيا من مآسٍ في البحار والصحاري ومؤخراً الإرهاب الوحشي.

تحت إشراف ومسئولية سكرتارية المؤتمر قرأ رئيس الحزب التقرير الشامل لأعمال ونشاطات الدورة المنصرمة للمؤتمر لتتاح من بعده فرص المناقشة والاستفسار بالطرق الديمقراطية. كما أعقب ذلك المناقشة العميقة والمفصلة لكلٍّ من البرنامج السياسي والدستور وقرارات وتوصيات المؤتمر ثم إجازتها بإجماع المؤتمرين بما أُدْرِج فيها من تعديلات مواكـِــبة لما يجري في بلادنا والمنطقة والعالم.

إن المؤتمر الثاني واضعاً في الاعتبار ما تمر به بلادنا وشعبها وما يجري من تطورات دولية وإقليمية اتخذ عدداً كبيراً من القرارات السياسية يتلخص أهمها فيما يلي:

1-    حزب الشعب الديمقراطي الارتري يسعى لخلق المصالحة الوطنية بين كافة مكونات المجتمع الارتري. لذا يناضل حزبنا أكثر من أي وقتٍ مضى لأن يكون إسقاط النظام الدكتاتوري من أولى أولويات عملية المصالحة الوطنية والتي تتطلب في حد ذاتها وفاقاً بين جميع قوى المعارضة السياسية ووحدةً بينها في القول والعمل، وبالتالي لن يدخر جهداً لتحقيق ذلك سواء بالانخراط في حوارات ثنائية وجماعية أو بالسعي لإنجاح العمل المشترك علي أي مستوىً كان.

2-    فيما يتعلق بالعملية الوحدوية يرى الحزب الاتحاد اندماجياً بين كل قوتين فأكثر متى ما توفر بينها التقارب النظري والعملي، والعمل وفق برنامج الحد الأدنى تحت مظلة وطنية جامعة بين من لا يتوفر لديهم عامل التقارب الفكري.

3-    سوف يشجع الحزب ويدعم نضالات كل الجاليات والمنظمات المدنية ومنظمات حقوق الإنسان التي تعمل في جميع أنحاء العالم من أجل تعرية وكشف الممارسات القمعية المتوحشة لنظام الهقدف الدكتاتوري.

4-    لن يدخر الحزب جهداً في سبيل رفع إسهام ومشاركة فئتي المرأة والشباب في العملية النضالية علي المستويين الحزبي والوطني.

5-    حزبنا علي قناعة راسخة بأن الخلافات السياسية بين مكونات العمل الارتري المعارض لن تحول بينها وبين تنسيق أعمالها في الخارج علي الأقل لفضح النظام الدكتاتوري أمام العالم وتضييق الخناق عليه اقليمياً ودولياً.

6-    للمزيد من تقوية وتمتين علاقاتنا بدول الجوار، وخاصة علاقتنا بالشقيقتين اثيوبيا والسودان، سوف نسعى لتحويل تلك العلاقة الي علاقة قائمة علي أسس الاحترام والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

7-    أكد المؤتمر مجدداً علي أن أسلوب النضال السلمي الديمقراطي الذي ظل حزبنا ولا يزال يعتمده الخيار النضالي الأمثل هو الأسلوب الذي من شأنه تحقيق السلام الدائم في بلادنا فضلاً عن كونه الأسلوب الملائم لتحقيق مطالب الشعب والمناسب لطاقاته وأوضاعه النضالية. هذا وتؤكد نضالات وإنجازات شعبنا بالمهجر هذه الحقيقة وترسخها أكثر فأكثر.  

8-    بحكم أن النضال من أجل إزاحة الدكتاتورية وتنصيب النظام الدستوري الديمقراطي مكانها لن ينتصر إلا بمشاركة شعب الداخل في ذلك النضال يسعى حزبنا بكل ما أوتي من قدرات تنظيمية وتعبوية علي رفع وتطوير تلك المشاركة.

مشيداً بجهود المجتمع الدولي المكثفة في سبيل إدانة وعزل النظام الدكتاتوري فإن المؤتمر يناشد المجتمع العالمي مواصلة جهوده وخطواته الحثيثة حتى الوصول الي تطبيق العقوبات العادلة علي الطغمة الحاكمة وحدها دون المساس بالشعب. كما يناشد المؤتمر دول المنطقة عامة واثيوبيا والسودان خاصة اتخاذ سياسة توطد السلم والأمن في المنطقة وتفصل بين الشعب الارتري وبين زمرة النظام القمعي الجاثمة علي صدره، ومن ثم ترفع درجة تعاونها مع الشعب الارتري وقواه المعارضة، وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نجزل الشكر لحكومتي وشعبي اثيوبيا والسودان علي ما وفروه لشعبنا من مأوىً آمن وما قدموه لنا من حسن استضافة وتعاون كريم.

اختتم المؤتمر أعماله بانتخاب قيادة جديدة للحزب تتولى مقاليد المسئولية القيادية لدورة الأربع سنوات القادمة.

نضالنا العادل المنتصر بالمشاركة الشعبية سيتعزز أكثر بوحدتنا

المؤتمر العام الثاني لحزب الشعب الديمقراطي الارتري

30 يوليو 2015م