شتان بين أفورقي وبوهمبا تعليق إخباري

2015-04-12 20:01:20 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP News Read 2893 times

هناك جائزة سنوية تمنحها مؤسسة ( مو ابراهيم ) التابعة لرجل الأعمال السوداني محمد ابراهيم منذ 2007م لأفضل رئيس افريقي حكمةً وأداءاً راشداً، وذلك عبر شروط ومعايير لابد من توافرها فيمن تمنح له الجائزة، أهمها مدى تمسكه بالعدل وحكم القانون والدستور والمؤسسية.

منحت المؤسسة جائزتها للعام 2014م للسيد/ هفكبيوني بوهامبا (Hifikepunye Pohamba) رئيس ناميبيا لدوره المتميز في تعزيز ونشر الوحدة والمصالحة الوطنية، تعميق عملية التحول الديمقراطي وتحقيق إصلاحات اجتماعية واقتصادية ملموسة علي حد قول المؤسسة.

تمتعت ناميبيا في عهد الرئيس/ بوهمبا بالاستقرار والحكم الراشد والديمقراطية التوافقية وصحافة قوية ومستقلة، فضلاً عن احترام حقوق الانسان.

أيضاً توهب الجازة للرؤساء الذين جاءوا الي السلطة بانتخابات شعبية حرة ثم يتركون السلطة عن طيب خاطر للحزب الفائز في الانتخابات إذا لم يحالف حزبهم الحظ. هذا وقد كان من أهم أسباب منح بوهمبا الجائزة هو أنه بعد فوزه بدورتين رئاسيتين رفض المسوغات والإغراءات التي حاولت أن تزين له الترشح لدورة ثالثة نزولا علي حكم الدستور الناميبي الذي لا يسمح للرئيس بالترشح لأكثر من دورتين.

قيمة الجائزة خمس ملايين دولار تدفع للرئيس الفائز خلال 10 أعوام بالإضافة لألفي دولار تدفع له سنوياً حتى مماته.

منحت الجائزة في عامها الأول (2007م) للرئيس الموزمبيقي/ يواكيم بيسانو وللبوتسواني/ فستوس موقايي (2008م)، ولكلٍّ من بدرو بيرس رئيس الرأس الأخضر والرئيس مانديلا (2011م)، وتم حجبها للأعوام 2009، 2010، 2012، 2013م لعدم العثور علي من تنطبق عليه شروط الجائزة من الرؤساء الأفارقة.

عند المقارنة بين رئيس بلادنا الدكتاتور/ إسياس أفورقي والرئيس الناميبي/ بوهمبا نجدهما يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان. ففي عهد إسياس تدهورت أحوال بلادنا ووحدة شعبها ولا يسودها الوئام الوفاق، شعبها والشباب منه بالذات يتشرد بعشرات الآلاف. لا تتمتع بدستور ولا صحافة مستقلة ولا انتخابات متعددة الأحزاب، أما الأداء الإداري فيعمه الفساد.

وعند المقارنة بين الطباع الشخصية للرجلين، نجد أن تواضع الرئيس/ بوهمبا الشديد وبالتالي هروبه من البهرجة والأضواء تسبب في عدم شهرته والجهل حتى باسمه من بين الرؤساء الأفارقة. بينما أفورقي رغم فشله الشامل والدائم في كل شيء نجده يملأ الأرض ضجيجاً بشتم وتحقير نظرائه من الرؤساء الأفارقة والسخرية من النظام الديمقراطي والدستوري. هذا والعالم كله يعرف رئيسنا كأحد أبرز المشاغبين ومثيري القلاقل في المنطقة والعالم. كما يحاول إسياس الظهور بمظهر الملم بكل شيء في العالم ويبذل كل ما في وسعه أن يعرفه العالم بهذه الخاصية. إنه لا يسمح حتى لوزرائه بالتعبير عما يعلمونه من شؤون واختصاصات وزاراتهم، فهو كما يرى أعلم منهم بشؤون وزاراتهم وبالتالي يقرر بشأنها دون استشارتهم أو إشعارهم، يحاول الظهور بأنه العلامة وخبير الخبراء في كل الميادين، الأحوال الجوية والاسفيرية، المعادن، الزراعة، الصحة والطب، الاقتصاد، الحرب، بناء وتخطيط وهندسة المنازل والمنشآت وحتى الخزانات.....الخ.

إسياس أفورقي تشبثاً ببقائه في الحكم ضحـَّـى بالدستور والصحافة ورفاق نضاله وشركائه في الحكم، فحجب الدستور والمنادين بتحكيمه. أما الديمقراطية والحكم الراشد فلم يأت علي سيرتهما إطلاقاً، إنه دكتاتور استبدادي لا يرى في المرآة إلا نفسه ولا يرى خارجها إلا ظله.

إذاً شتان بين بوهمبا الحاكم الراشد الرؤوف بشعبه والملتزم بدستور وقوانين بلاده وأفورقي الذي يبيد ويبعثر ويشرِّد شعبه صباح مساء.  

Last modified on Sunday, 12 April 2015 22:05