كلمة رئيس الحزب بمناسبة العام الجديد 2015م

2015-01-19 12:16:45 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP News Read 3704 times

في البدء وبمناسبة العام الجديد 2015م أزف التهنئة الحارة للشعب الارتري ولكل القوى المحبة للعدالة والتغيير الديمقراطي من تنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني، كما أتقدم بالتحية والإكبار لأولئك الذين ضحوا بحياتهم، أموالهم، جهودهم وكل ما يملكون من أجل أن تنعم الأجيال القادمة بالحرية والحياة السعيدة، فبتضحياتهم الغالية صارت ارتريا دولة مستقلة ذات سيادة، مناشداً في الوقت ذاته الأجيال الحالية والقادمة تسلم الراية لنقل الشعب الي الأهداف والآمال والطموحات التي ضحى من أجلها أبناؤه الشهداء.

الأخوة والأخوات الكرام:

ها نحن قد استدبرنا العام 2014م واستقبلنا العام 2015م، وهذا يحتم علينا كأفراد، تنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني أن نقيم ما سجلناه في العام الماضي من نجاحات وإخفاقات، وننطلق في العام الجديد نحو مزيد من الإنجازات وتصويب الأخطاء.

إن ما شهده العام المنصرم من تزايد وتيرة المقاومة للنظام بالداخل والخارج، كان أمراً باعثاً علي الأمل والتفاؤل، فقد قدم الارتريون من نساء وشباب وأطفال صوراً مختلفة من معارضة ورفض الدكتاتورية في أنحاء مختلفة من العالم، كذلك أعلن الزعماء الدينيون بكل شجاعة رفضهم ومقاومتهم النظام، ورفضوا تماماً تدخله في شؤون عملهم الروحي، لذا وجب علينا جميعاً أن نشجع تلك الأعمال والنشاطات الشجاعة ونوسع من دائرتها.

بتصرفاته الرعناء عزل نظام إسياس نفسه عن العالم، والمعارضة بصفة عامة وحزبنا علي وجه الخصوص عمل في جميع المحافل الاقليمية والدولية علي المزيد من فضح وعزل النظام واعتلى منابر عديدة ممثلاً لارتريا وآمال وآلام شعبها. وكان إحياء ذكرى مأساة لامبيدوزا التي راح ضحيتها المئات من الشباب الارتري إحدى تلك المناسبات التي عمل فيها الحزب وأصدقاؤه علي لفت نظر العالم وضميره الي مأساة شعبنا بالداخل وما يعانيه جراءها من تشرد وتهلكة بالجملة والمجان. لذلك يتطلب منا تطوير هذه الإنجازات والحفاظ علي تلك المكتسبات.

علينا أيضاً توسيع دائرة ما وجدناه من تضامن مع شعبنا من شعوب ومنظمات وهيئات افريقية متمثلة في لقاء جوهانسبيرج الذي نقل قضيتنا الي أوساط كنا الي حدٍّ كبير بعيدين ومعزولين عنها.

MA picما تعانيه حكومات الغرب من تدفق اللاجئين اليها نتيجة مآسي ارتريا والشرق الأوسط قد يجبرها حفاظاً علي مصلحتها أن تقترب من نظام ارتريا الدكتاتوري القمعي وأن تنسق سياسات هجرتها معه، لذا يجب أن يشهد العام الجديد 2015م نشاطاً عالياً ومكثفاً في مجال الدبلوماسية الشعبية نوطد من خلاله علاقاتنا بالهيئات الحقوقية والانسانية.

الإخوة الأعزاء:

لم يشهد العام المنصرم ما يعول عليه من نشاط كبير للمعارضة يعطي دفعة قوية لنضالنا لإسقاط الدكتاتورية أو تقوية وحدة صفوف المعارضة. بل ازدادت فيه المعارضة تشرذماً وتبادلاً للتشويه والاتهامات، وتعالت في صفوفها الميول والنزعات الاقليمية والمناطقية التي لا تفيد الشعب شيئاً إلا أن تزيده تشتيتاً وتمزقاً. لذا علينا في العام الجديد أن نتأهب لنبذ مثل هذه التوجهات الضيقة الأفق ونعمل جميعاً علي إنجاز أسمى الأهداف الوطنية، وبما أن شعبنا بأسره لم يفد من هذا النظام إلا الأذى والضرر علينا أن نتخذ من انتشال شعبنا الصبور الوفي من براثن وقيود الهقدف أسمى الأهداف وأولاها باهتمامنا. أهدافنا ومرامينا يجب أن تتخطى أشخاصنا، مناطقنا، أقاليمنا ..الخ.

2015م يجب أن يكون عام تكثيف ورفع مشاركة قطاعي المرأة والشباب في نضال المعارضة، ولن يتأتى ذلك إلا بتفهم تطلعات القطاعين وحل مشكلاتهما وتحقيق أحلامهما، كما لن يسهل الوصول الي هذين القطاعين إلا بتأطيرهما داخل الكيانات السياسية والمدنية.

علي مستوى اللجوء والتشرد كان العام المنصرم 2014م الأعلى نصيباً عما سبقه من الأعوام، بل شهد هذا العام زيادةً ملحوظة في هجرة وتشرد القصر دون ولي أو وصي، ويترك ارتريا مهاجراً عدد يتراوح بين 3000 – 4000 شخص في الشهر. كان المفترض أن يكون شباب اليوم من يحملون أمانة الشهداء في أعناقهم فيعملوا، يدرسوا أو يبنوا البلاد، ولن تبلغ البلاد مرادها بدون وجود ومشاركة الشباب، لذا يجب أن يكون العام 2015م العام الذي يشهد وقف تدفق الهجرة والتشرد في أوساط الشباب الارتري، نحن في حزب الشعب الديمقراطي نرى أن يكون ذلك عبر الوسائل والطرق الآتية:

1-    إسقاط النظام الدكتاتوري وإبداله بنظام انتقالي عادل.

2-    خلق فرص عمل وتأهيل فني وأكاديمي للاجئين الارتريين بكل من السودان، اثيوبيا واليمن.

3-    التعاون بين حكومة ارتريا ودول الجوار والمجتمع العالمي علي محاربة تجارة وتهريب البشر.

4-    أن تزيل حكومات المنطقة التهميش السياسي، الاقتصادي والاجتماعي عمن ينشط من مواطنيها في هذه التجارة الممقوتة مثل قبيلة الرشايدة في السودان وبدو سيناء في مصر.

5-    حتى تساهم حكومات الغرب في الحد من الهجرة غير الشرعية الي بلدانها يجب أن تفتح أبوابها للهجرة الشرعية.

الإخوة والأخوات:

علي المناضلين في سبيل الحرية والعدالة أن يركزوا علي العمل وسط الشعب بالداخل، وأن نسعى الي ترك التراشق بيننا ونعمل جميعاً من أجل الوطن والشعب دون التقوقع علي أهدافنا الذاتية الضيقة، وأن نلاقي شعبنا بالداخل ونعمل معه يداً بيد. اليوم لا تقوم المعارضة بعمل فعال بل تترصد أخطاء وممارسات النظام الخاطئة فقط، بينما شعبنا يعيش الشح والندرة في جميع الخدمات الأساسية، لذلك علينا نحن في المعارضة أن نبرهن للشعب علي ما نملك من برامج وقدرات وإمكانات كفيلة بتخليصه مما يعيشه من أوضاع متردية، وإلا فلن يتعاطف معنا الشعب ولن نكسب ثقته. لذا يجب إثبات قدرتنا علي حل ما يعانيه شعبنا من مشكلات.

العام الجديد أيضاً يجب أن يشهد مجهودات دؤوبة لمعرفة مصير سجناء الرأي والضمير في بلادنا، علينا أن نضغط علي النظام لإجباره علي كشف ما يخفيه من حقائق عن مصير هؤلاء السجناء. لابد لنا من تكثيف الضغط المحلي والخارجي لمعرفة مصير الأحياء والأموات من السجناء، وأن يقدم الأحياء منهم الي المحاكمة أو يطلق سراحهم فوراً وبلا شروط.

الإخوة والأخوات:

حزبنا سوف يواصل هذا العام ما بدأه العام المنصرم من تكثيف لقاءاته الثنائية والمتعددة الأطراف مع مكونات المعارضة وسيبذل كل ما يسعه لتحويل مجهوداته واتفاقاته في هذا المجال الي نتائج وخطوات ملموسة.

عام خير وسعادة ووفاق

منقستئاب أسمروم

رئيس حزب الشعب الديمقراطي الارتري

31 ديسمبر 2014م

Last modified on Monday, 19 January 2015 13:17