مع من وعلي ماذا تقوم علاقاتنا؟

2016-08-17 15:43:48 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2539 times

للعلاقة بين الناس والأشياء عدة أوجه ومنطلقات، فهناك مثلاً علاقة القرابة، علاقة مصلحة ناشئة عن العمل المشترك...الخ. لكن حديثنا عن العلاقة في هذا المقال سوف ينصب علي العلاقة القائمة علي المبدأ والهدف. فإذا أردت تحقيق هدفٍ ما وبالتالي انتظار نتائجه وثماره التي تعم وتضم آخرين، لابد لك من العلاقة والتعاون مع أولئك الآخرين والاستفادة من طاقاتهم. والتدقيق في اختيار رفيق المسيرة يجعل نتائج العلاقة مثمرة.

 

من عوامل اختيار صاحب العلاقة التأكد من إمكانية استفادته من علاقته بك أو انعدام تلك الفائدة، ثم يأتي شرط التأكد من قناعة الزميل بجدوى تلك العلاقة معك وحماسه لها، إذ لا علاقة يمكن أن تنشأ أو تفيد في ظل عدم استعداد الطرف الآخر لها وعدم قناعته بها. وهذا إن دلَّ علي شيء فإنما يدل علي أن ما يقيم العلاقة ويتعهدها بالرعاية هو الفائدة المشتركة التي تجنيها أطراف العلاقة من تلك العلاقة، لذا من المستحيل قيام علاقة بين طرفين علي فائدة أحد الطرفين وانعدام تلك الفائدة لدى الطرف الآخر، وحتى لو حدثت تلك العلاقة فلن تدوم أو تثمر.

 

 

لا يمكن قيام العلاقة علي مصلحة طرف واحد فقط، بل عليها أن تأخذ في اعتبارها مصلحة جميع الأطراف، العلاقة مثلها مثل كل شيء مشترك تتعرض خلال المسير لعدة منعطفات منها الوعر ومنها السالك، ففي وقتٍ من الأوقات قد تميل الي مصلحة طرف من الأطراف الي حدٍّ أو أمدٍ ما، وقد تتغير الظروف أثناء المسيرة فتميل العلاقة بقدرٍ ما لصالح الطرف الآخر.

      

العلاقة لا تقوم علي مجرد ظهور ضرورتها، بل لابد من دراسة جدواها جيداً لتفادي أضرارها غير المدروسة، ومثل هذه الملاحظات يجب أن تكون مرعية ومفهومة من قبل كل أطراف العلاقة. لذا علي الكل أن يتفهم أن للآخر ما لديه من مبادئ أو مصالح غير قابلة للمساومة أو التنازل عنها بالمرة. ومن خلال الدراسة المسبقة لجدوى العلاقة يمكنك تخمين مدى قابلية الآخر لتلبية ما تطلبه منه من تنازلات لصالح أجندتك، وأية محاولة منك للضغط علي شريكك أكثر من قدرته علي التنازل سوف تضطره هو الآخر الي التعدي علي مصالحك ومن ثم احتواءك، وذلك سوف يضر بمصلحة قيام العلاقة علي مبدأ تكافؤ العلاقة بين طرفيها فيؤدي الي وقوع العلاقة في خطر التعثر. لذا لابد من قيام العلاقة علي أساس المصلحة المشتركة لأطراف العلاقة. ومثل هذه العلاقة لا تقوم فقط بين التنظيمات فحسب، بل يمكن أن تقوم بين الحكومات أيضاً.

 

العلاقة يجب أن لا تقوم علي دعاوى وأغراض ضيقة الأفق، يجب أن تبنى علي أسس إستراتيجية بعيدة المدى. هذا بالطبع لا يعني أن كل علاقة متينة غير قابلة للانهيار لسبب داخلي أو خارجي، ومن هنا نشأ المثل الشعبي القائل: ( هناك جار دائم لا صديق دائم ). أيضاً وكما هو معهود في الكثير من العلاقات لا ثمار تجنى فور قيام العلاقة، بل تتطلب الثمار صبراً ووقتاً طويلاً للنضج والقطف. التعجل والتهافت علي الفوائد العاجلة لا يصنع علاقة سليمة.

 

كما يجب أن ندرك أن العلاقة القائمة بين طرفين أو أكثر مختلفي المبادئ والأجندة ليست بالمهمة السهلة ولا سريعة النتائج. ذلك أن قيام العلاقة يجب أن ينبني علي المصالح والأهداف المشتركة دون الانحياز لطرف دون الطرف الآخر. العلاقة قد تتسع وقد تضيق، وذلك يعتمد علي ما بين أطراف العلاقة من نقاط محل اتفاق مشترك. موازين القوة بين أطراف العلاقة أيضاً لها تأثيرها علي العلاقة قوةً أو ضعفاً، سعةً أو ضيقاً.

 

حزب الشعب الديمقراطي الارتري يرى أن لديه الكثير مما يجمعه بمختلف قوى المعارضة الارترية، وبناءاً علي هذه العلاقة يعمل مع رصفائه من قوى التغيير علي تقوية وتعزيز دور الشعب في إحداث التغيير. وفي ذات الوقت يدرك حزبنا أن لديه خلافات جذرية مع بعض مكونات المعارضة لا يحتكم فيها إلا الي رأي الشعب فيها عبر دستور ارتريا الغد. لذا فإن ما يجمعه بتلك القوى في الوقت الحاضر قضايا وهموم مشتركة يتفق الجميع علي أولويتها وأهميتها. ويأتي علي رأس تلك القضايا والهموم إسقاط نظام الهقدف الدكتاتوري والتمهيد لمرحلة انتقال دستوري ديمقراطي سلس في ارتريا الغد.  

Last modified on Wednesday, 17 August 2016 17:48