إحداث التغيير الحقيقي بطبعه أمرٌ جماعيٌّ مشترك

2016-07-11 18:17:21 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2688 times

حداةُ التغيير والديمقراطية والعدل قد يتأطرون علي مختلف الأشكال التنظيمية. هذا وتنبع أهمية التأطـُّــر والتنظيم من كونهما ضروريان جداً لعملية إحداث التغيير الحقيقي، لكن ما يجب إدراكه هنا هو أن أي تجمع أو تنظيم سياسي أو اجتماعي لا ينوب عن كافة أفراد الشعب، هذا لا يعني تجاهل أن الشعب وتلك الأشكال التنظيمية النابعة منه لا يتبادلان التأثر والتأثير.

 

من أهم مقومات وأسس قيام التنظيمات تلبية طموحات ورغبات وآمال وتوقعات الشعب، ذلك أن الأحزاب السياسية في جوهرها هي أدوات للشعب يحقق من خلالها رغباته، ولا تنمو الأحزاب وتتقوى إلا بتحقيق تلك الرغبات، وكل تشكيل سياسي أو تنظيمي لا ينطلق من رغبة الشعب أو ينصب نفسه مندوباً سامياً عنه دعك من أن يكون قوة تغيير بل لا ضمان حتى لوجوده علي أرض الواقع. وحزبنا منطلقاً من هذه الحقيقة نصَّ في برنامجه السياسي علي: ( يأتي علي رأس مسئولياته أن يكون حريصاً علي مطالب الوطن والشعب )، إنه لا يفعل ذلك بطريقة شعاراتية بل بطريقة عملية وواقعية، إن تقوية العلائق بين الشعب والتشكيلات السياسية والاجتماعية ليس من مسئولية تلك التشكيلات فقط، بل من مسئولية الشعب أيضاً. ومن الطبيعي أن يتخير الشعب التشكيل الذي يؤمن رغباته السياسية والاجتماعية وأن يعمل علي تمتين وتعزيز ما يتخيره من التشكيلات، وأن يميز في ذات الوقت التشكيل الذي يسبح عكس تيار الشعب ويضغط عليه لتصحيح مساره. في عصرنا السياسي الراهن هناك بالتأكيد تشكيلات سياسية واجتماعية ذات ميول ومصادر متباينة، وقد تكون هناك أوجه شبه بين البعض منها. ومن عوامل تميز التنظيمات وأهليتها القدرة علي إدارة الخلافات والعمل وفق المتفق عليه من الأجندة المشتركة، التسامح بيننا هو الأداة الناجعة التي نستعين بها في إنجاز أعمالنا هذه. الاختلاف في الرأي قد يكون ذا خلفية دينية، عرقية، مناطقية، تجاربية وحتى سياسية. ونحن نهتم بهذه الاختلافات لأن لها علاقة بعلاقتنا جميعاً بالشعب الذي نزعم أننا نشأنا وتأسسنا لخدمته، حزبنا لما يدركه من أهمية إرساء أسس سليمة لحلحلة وإدارة تلك الخلافات نصَّ في برنامجه السياسي علي: (إن مبدأ استمراريته ونصره الأساسي هو أن يصنع من الفسيفساء السياسي المتناثر قوة تغيير ديمقراطية متينة تقضي علي أعداء الوطن والشعب الحاليين والمستقبليين فكراً وممارسة)، وهذه بالطبع ليست بالمهمة السهلة وإن بدت كذلك، إنها تتطلب صبراً عتيداً وإرادة صلبة وقراءة حكيمة لبوصلة رغبات الشعب.

 

كثيراً ما نردِّد أن تعددنا عامل غنى وتفرُّد، لكن هذا لا يتحقق علي أرض الواقع إلا باعتراف كل قطاع بهوية وشراكة الآخر. أي كما ينص حزبنا في برنامجه السياسي: (حزبنا يناضل مدركاً التنوع والتعدد الارتري ومشتملاً عليه). كما أن الحزب لا يقصر ذلك علي إثباته في وثائقه فقط، بل يجسده سنوياً بإقامة المهرجانات السياسية والثقافية التي يحضرها ويــُــدْعـَــى لها العديدون من شتى المشارب الفكرية والسياسية والاجتماعية.

 

الغاية القصوى من نضالاتنا ومجهوداتنا هي إسقاط دكتاتورية الهقدف وإبدالها بنظام ديمقراطي يؤمن الحرية والعدل والتسامح. وبرنامج حزبنا يؤكد علي هذا المحتوى بشتى المعاني والمفردات.

 

 

إن المسيرة النضالية نحو الديمقراطية والوضع السياسي الآمن ليست مسيرة شخص ولا تنظيم ولا تجمع بعينه، بل هي مهمة ومسئولية الجميع تستدعي تعاون وتكاتف كل من يعنيهم الأمر دون أن يتعالى أحدهم علي الآخر.

Last modified on Monday, 11 July 2016 20:21