أين الإشكال؟ في أسلوب الاحتفال أم في مضمون الاستقلال؟؟؟

2016-05-30 17:52:59 Written by   اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2312 times

عندما يمر الحدث عبر تسلسله الطبيعي يكون عادةً ما يصبح يومها حديث الناس، وبهذا المنطق صار حدث بلوغ الاستقلال الوطني يوبيله الفضي الحدث الأبرز تعليقاً عليه من قبل العديد من الأقلام والألسن. وبما أن حدث وحديث الاستقلال ذو شجون، كان لابد أن تتشعب طرق الحديث عنه، خاصةً عندما يحتدم الجدل بين مؤيدي النظام الدكتاتوري وقوى التحول الديمقراطي. أما أن يشتعل الجدل حول ذات المناسبة بين قوى التغيير المعارضة فالأمر مؤسف للغاية.

 

وعلي ما في الأمر من تفاصيل ثانوية ينحصر الخلاف الآن بين موضوعين أساسيين هما حول مضمون الاستقلال وأسلوب الاحتفال بذكرى اليوبيل الفضي للاستقلال، وقد يتساءل البعض مستغرباً وما قضية خلاف المعارضة حول مضمون الاستقلال؟ لكن مع تلك الغرابة فالاختلاف موجود وبارز للعيان. فالبعض لا يرى لاستقلال قطعة الأرض الارترية كجغرافيا قيمةً ما لم تصاحب ذلك الاستقلال الحقوق الانسانية، بل يردف البعض قائلين أن دماء وتضحيات من أحرزوا الاستقلال بدمائهم قد ذهبت هدراً. إن الاستقلال ثمرة تضحيات غالية لشعبنا لذا يجب أن يكون الحفاظ عليه في قلب نضالنا من أجل الديمقراطية والحقوق الديمقراطية والانسانية، وكل من بذل وضحى من أجل الاستقلال حقَّ له أن يجد التكريم والتقدير من الجميع.

 

وبناءاً علي ذلك الرأي السلبي حول الاستقلال يرى أولئك أن الرابع والعشرين من مايو يوم الاستقلال ليس يوماً للفرحة والاستقلال والتغني بالبطولات بل يوم للحزن والدموع. وآخرون من ذات الجناح المعارض يرون العكس تماماً. وهناك أيضاً من يختلفون علي قضايا ذات ارتباط بالاستقلال كعلم البلاد مثلاً.

 

حزب الشعب الديمقراطي الارتري يؤمن بقدسية الاستقلال ويرى أنه من كسب الشعب الارتري بكافة تنظيماته حيث أثبت في برنامجه السياسي الآتي: ( إن النضال البطولي المسلح والطويل الذي قاده الشعب الارتري ضد الاحتلال الأجنبي الإثيوبي تحت راية جبهة التحرير الارترية في 1961م والذي تميز بالثقة الراسخة بالنفس وقوة التحمل والتماسك والجدية والروح المبدعة والمخلصة، تـُــوِّج تحت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا بالاستقلال الوطني في الرابع والعشرين من مايو 1991م ).

 

 

إن حزبنا عندما ينص علي ذلك في برنامجه لا يجهل أن الذي تحقق من الاستقلال هو السيادة الجغرافية لارتريا لكن سيادة مواطنها لم تتحقق بعد، لهذا من دأبه مواصلة النضال لاستكمال قيم الاستقلال. إن سيادة الأرض والشعب أمران مرتبطان ببعضهما لا فصل بينهما. ويؤمن حزبنا أن لا استقلال بلا حرية والعكس صحيح. إن الحفاظ علي الاستقلال مع النضال لاستكمال حقوق ومستحقات الاستقلال هو الطريق الصحيح الواجب اتخاذه في النضال لأجل الديمقراطية. ولهذا يهتم بأمر الاستقلال ويحيي ذكراه السنوية كل عام، هذا بالطبع مع الاختلاف الشاسع في أسلوب ومضمون الاحتفال بيوم الاستقلال بين حزبنا وحزب الهقدف الحاكم. فالاستقلال ثمرة البعض منا وعند بعضنا ثمرة الاستقلال هي ثمرة جهود إخوتنا الكبار.

 

نحن لا نحتفل بالاستقلال ذلك الاحتفال الدعائي الأجوف الصاخب، بل إن احتفالنا يرنو الي الأمام والي المعاني والمباني التي لم تستكمل بعد. إن الاستقلال بالنسبة لنا يوم نجدد فيه العهد لشهدائنا وكل من يعانون من هذا النظام المتسلط بالداخل أو الخارج. إن احتفالنا بالاستقلال يعني تأكيدنا التام والدائم أنه ثمرة كفاح شعبنا وتضحياته وليس منحة من أحد. أما عدم الاحتفال بغرض النكاية بالهقدف ليس إلا سذاجة توقع صاحبها في شراك الهقدف التي تصطاد السذج لتبني من هفوات سذاجاتهم قصور مجدها الزائف.      

Last modified on Monday, 30 May 2016 19:57