كلمة رئيس الحزب بمناسبة الفاتح من سبتمبر

2016-09-02 18:50:29 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP News Read 2320 times

للفاتح من سبتمبر عند الارتريين معنىً خاص ونكهة متميزة تعطيه أهمية خاصة، وتنبع هذه الأهمية من كونه اليوم الذي شهد ميلاد الكفاح الارتري المسلح والعادل وغير المعتمد علي سلاح سوى ثقته بشعبه وإيمانه بعدالة قضيته، لذلك فإن الثورة التي أشعلها وقادها الشهيد البطل/ حامد ادريس عواتي وقلة من رفاقه المخلصين الأشاوس سرعان ما زعزعت وكسرت قوة الجيش الاثيوبي أكبر وأفضل الجيوش الافريقية بشراً وعتاداً حربياً وتعاطفاً دولياً الي أن قضت علي ذلك الجيش العرمرم قضاءاً مبرماً ورمت بأشلائه خارج التراب الارتري في الرابع والعشرين من مايو 1991م. إن دعم الشعب للثورة الوليدة هو الذي نقلها خلال 14 عاماً فقط من سهول وأودية القاش وبركة وجبال الساحل الي ضواحي العاصمة أسمرا. 

        

النظام الاستعماري الاثيوبي وإن تمتع بالدعم الامريكي والاسرائيلي بل وباتفاق المعسكرين الشرقي والغربي علي دعمه وتسليحه طيلة فترة الحرب الباردة، لم يكن قادراً علي كسر إرادة الشعب الارتري ورغبته التحررية. ليس هذا فحسب، بل صارت الثورة الارترية نموذجاً نضالياً ناجحاً جديراً بالاحتذاء، وبالفعل سرعان ما ترسمت شعوب مجاورة وغير مجاورة آثار شعب ارتريا فتحررت وقضت علي أعدائها الوطنيين والطبقيين.

 

بوحدته وصموده الأسطوري تحدى شعبنا كل المؤامرات والأعداء وهزم كل أنواع التهديدات وأفشل كل محاولات الاقتلاع من الجذور. لذا أكدت التجارب أن الوحدة دوماً سر صمودنا وانتصارنا.

 

منطلقين من منصة هذه التجربة الغنية في الوحدة والتماسك   ، نحن واثقون من أن وحدتنا كما كانت بالأمس سر انتصارنا علي المحتل الأجنبي فهي اليوم أيضاً كفيلة بتمكيننا من الانتصار علي الدكتاتورية الجاثمة علي صدر بلادنا طيلة ربع قرن من الزمان، وهذه لا شك مدة كافية لتصل جميع قطاعات الشعب الارتري الي قناعة مشتركة بأنه لم يعد يرجى من هذا النظام أدنى خير، وأن كونه من بنـِـي جلدتنا لم يعصمه من إلحاق أشنع الأضرار بمن وثقوا بوطنيته وحرصه علي شعبه مهما حاول تجميل نفسه وترميم تصدُّعاته، لذا فقد آن الأوان لاستعادة وتمتين تماسكنا وصمودنا في التصدي للنظام حتى تنحيته وإبداله بنظام ديمقراطي مستدام يداوي جراح الشعب والوطن.

 

اليوم لم يعد هناك من يجادل في حتمية التغيير وأنه لا محالة قادم، لكن التحدي هنا هو العمل علي تحويل تيار التغيير الجارف الي وجهة إيجابية بناءة وليس وجهة سلبية هــدَّامة. وهذا يتطلب منا شيباً وشباباً أن نستعيد وحدتنا وثقتنا ببعض وننطلق بقوة في طريق النضال من أجل التغيير الديمقراطي الإيجابي. وعلي الأعيان ورجال الدين أن يتفاعلوا مع قضايا شعبهم ويرفعوا صوتهم عالياً أمام كل من يؤذي الشعب والوطن في تماسكه واستقراره، حاكماً كان أو معارضاً.

 

ختاماً وبمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لاندلاع الكفاح التحرري المسلح لشعبنا لا يسعنا إلا أن نعبر عن فخرنا بالانتماء الي هذا الشعب الذي توحـَّـــد وتفانـَـي في خدمة قضيته العادلة ودفع من أجلها أفدح الأثمان والتضحيات. وفي الوقت الذي نزف فيه التهاني الحارة لشعبنا علي جعل حلمه الوطني بتكوين دولة حرة ذات سيادة حقيقةً واقعة، فإننا أيضاً علي ثقة تامة بأن الشعب الذي قصم ظهر الطغيان الاستعماري سوف يقصم ظهر الدكتاتورية ويجعلها هشيماً تذروه الرياح.  

 

النصر لنضال شعبنا

 

الهزيمة والسقوط للنظام الدكتاتوري في ارتريا

 

منقستئاب أسمروم

رئيس حزب الشعب الديمقراطي الارتري

31 / 8 / 2016م

Last modified on Friday, 02 September 2016 20:54