الصُّــلْــح

2016-08-22 15:34:17 Written by  إعداد/ إعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP News Read 2833 times

1/ معنى الصلح

2/ دور الأعراف والتقاليد في الصلح

3/ عملية الصلح

4/ دور الأجانب في الصلح

5/ نتيجة الصلح

6/ احترام الصلح

 

1/ معنى الصلح

وجود أو حدوث شيء موضع خلاف بين الناس أمر مسلـَّــم به، حيث من الطبيعي أن ينتج عن تعدد العلاقات سياسياً، اجتماعياً، مهنياً تعدد واختلاف في الآراء، وعندما يصل أصحاب الشأن بأنفسهم أو عبر وساطة آخرين من خارجهم الي اتفاقٍ أو تراضٍ حول موضوع الخلاف بينهم، يصف الناس ذلك الاتفاق بالصلح.

 

الصلح الذي تتناوله هذه الوثيقة معنيٌّ في المقام الأول بالصلح السياسي بين التنظيمات الارترية الساعية الي إبدال نظام أسمرا الدكتاتوري بنظام دستوري علماني ديمقراطي يحترم حقوق الانسان ويسمح بالتعدد الحزبي. البعض يتأفف من استخدام الصلح كمصطلح أو رؤية في أمرٍ يتعلق بتنظيمات سياسية لا ولن يصعب عليها أن تلتقي وتتحاور، بل يرى هؤلاء أن الصلح أصلح لوصف تجربة المصالحة الوطنية في جنوب افريقيا بين أناس أدْموا بعضهم البعض طويلاً، ولا يعترفون ببعضهم ككيانات وأحزاب سياسية وكانوا منقسمين بين مضطهد ( بكسر الهاء ) ومضطهد ( بفتح الهاء ). إذاً مفهومنا للصلح هنا أن تبدأ بالحوار لتصل الي الوفاق الذي ينتهي بك الي وحدة كاملة ويكسر الحاجز الوهمي الذي يعشعش في أذهاننا بين من نسميهم نحن والآخرين، ويقف حائلاً بيننا وبين تحقيق أي أعمال أو مصالح مشتركة.

 

Workshop 8

أما من يتساءلون قلقين: ( وماذا عن اللا علمانيين ) نقول لهم دون تفصيل إن الدخول معهم في جبهة وطنية عريضة متينة وجادة أمر تمليه ظروف اليوم قبل الغد.

   

2/ دور الأعراف والتقاليد في الصلح:

هذه الدراسة التي كتبها الأخ/ برهاني ردَّا وأعدها حزبنا للنشر تؤكد لنا أن الصلح يتبوأ مكانة خاصة بين القوانين والأعراف القانونية الأهلية، لقد تضمن النظام الأهلي فصولاً خاصة بكل جرمٍ أو آصرة اجتماعية. هذه القوانين درست كل أشكال ومسببات المشاكل والجرائم ووضعت لها المعالجات القانونية بما يحفظ الأمن والسلم المجتمعي. وحتى يتجنب النظام الأهلي اللجوء الي القضاء و يحسم أموره وُدِّياً وضعوا بديلاً أهلياً للنظام القضائي هو المعروف بالوساطة أو التحكيم الأهلي ( الأجاويد والشماقلي ).

 

الوساطة نظام تحكيم أهلي يرضى فيه الخصمان حكم جهة ثالثة لمعالجة خلاف أو نزاع بين أشخاص، قرَى، عشائر، قبائل، أو حتى قطاعات ومحافظات إدارية. الوساطة عبارة عن جهة محايدة (neutral) لا مصلحة لها في القضية محل النزاع ومرضية من قبل المتخاصمين تقوم بالتحكيم بين المتنازعين. فعند قومية البلين علي سبيل المثال عندما ينشأ خلاف داخل أحد مكوناتها (توقي أو ترقي مثلاً ) يحكمون بينهم الطرف الآخر أو حتى من خارج القومية مثل البيت جوك وغيرها. وفي اقليم أكلقوزاي عادةً ما يتم التحكيم في النزاع الشهير بين الطروعا والطنعدقلي بواسطة قبائل أو عشائر أخرى من نفس الاقليم.

 

معظم مواد القانون الأهلي تفرد حيزاً كبير للصلح، يتحمل الصلح والتحكيم المسئولية القانونية الكاملة عن تنظيم وحل مشاكل الزواج، الطلاق، الأرض، القتل ...الخ. في معظم أقاليم وقوميات ارتريا يتم تعيين مجلس وساطة دائم يتولى الفصل في القضايا المذكورة آنفاً، وإذا ارتكب شخصٌ ما جريمة وسأل ذلك المجلس الحماية فإنه آمن وهو أيضاً راضٍ بنتائج حكم ومحاكمة المجلس.

 

مجلس الوساطة: في كبسا ( المرتفعات ) يسمى مجلس (دانياتات، عبيتي عدِّي) أي المحكمون وكبار القوم وفي قومية الكوناما يسمى سنقنني أو دانيمتا وفي قومية النارا يسمى دارقضا وفي قومية الحدارب يسمى حسبيب وفي قومية العفر يسمى مكابو. وكذلك عند البني عامر والساهو والمنسع وغيرها من القبائل والقوميات يقوم كبار القوم بحل الإشكالات.

 

القتل من أكبر الجرائم، وقد وضعت له الأعراف قوانينه الخاصة، وبما أن القتل لا يسفر إلا عن المزيد من سفك الدماء تضع تلك القوانين مواد مانعة للأخذ بالثأر مع السعي في الوقت ذاته الي معالجة قضايا القتل بالصلح. فعند كلٍّ من البني عامر والبلين يتم جبر القتل بالدية مهما كانت أسبابه. وتحاول القوانين الأخرى الصلح بين أهل القاتل والقتيل. هذا وعادةً ما يحكم بالصلح عند طلب المجرم الأمان لدى مجلس الأعيان أو تسليم نفسه للسلطات الحاكمة (أي الشرطة) أو الهرب من البلدة والاختفاء تماماً.

 

برهاني ردّة

29 يوليو 2016م

Workshop 9

 

 

3/ عملية الصلح:

 

ما المطلوب من التنظيمات الارترية المتقاربة سياسياً أن تفعل كي تتمكن من العمل سوياً أو تصعد نحو الاندماج النهائي؟

أولاً: مطلوب منها أن تبدأ حواراً ذا لهجة وُدِّية وتصالحية من القمة الي القاعدة، ثم تقوم بتقييم تجربتها التقاربية هذه بدقة وصراحة صارمة. وهذا التقييم الصارم والصريح من أقل فوائده أن يكشف لك نقاط الاتفاق والاختلاف وأسباب ومواضع الخلاف والاتفاق وكل ما يمنع العمل المشترك. والهدف من ذلك اجتناب تكرار الأخطاء والعيوب وليس لتبادل التراشق بالاتهامات وإثارة المرارات وتعميق السلبيات.

 

ثانياً: من الضرورة بمكان أن يكون المتحاورون والقائمون علي التقييم وما يليه من قضايا الصلح والوفاق أناساً حريصين علي الحوار والوفاق ومخلصين له كل الإخلاص. الكل يعلم أن جنوب افريقيا وهي تنتقل من نظام الفصل العنصري الي الديمقراطية حاولت جهات عديدة سواء من البيض أو السود عرقلة مسيرة الصلح الوطني، لكن كما ذكر كـُــتــَّــاب عديدون أن حكمة وحنكة مانديلا ودكليرك زعيمي البلاد الخصمين اللدودين والمخلصين في ذات الوقت للمصالحة الوطنية أنقذت عملية التوافق الوطني من الانزلاق الي الفوضى والاقتتال الأهلي. لذلك فإن انتداب عناصر مخلصة للقضية المتحاوَر حولها من أهم عوامل النجاح في وصول الحوار الي مراميه القصوى سالماً غانماً.

 

ثالثاً: تبادل العفو والاعتذار أيضاً من المعالجات المزيلة للآثار النفسية، وتنظيمات ارتريا خلال جميع الحقب ارتكبت ضد بعضها الكثير من الجرائم القمعية بشريةً كانت أو معنوية. نحن الذين نسير خلف حزازاتنا معصوبي الأعين، يبدو أننا لا ندرك كم نؤذي أنفسنا ونضالنا المشترك وأهدافه المشتركة. اشتهرت تقاليدنا الاجتماعية باستهجان من يتحدث عن نفسه أو حقه حتى لو كان مظلوماً، لذلك ليس شائعاً عندنا أن نعتذِر أو يـُـعتذَر الينا. هناك بالطبع قلة ممن يمارسون الاعتذار ويواصلون نضالهم صامتين غير معلنين عن اعتذارهم. ولتأكيد هذه الحقيقة دعوني أروي لكم هذه القصة من تجربتي الشخصية وليس من التراث كما كنت أفعل في معظم السطور أعلاه. في أبريل 1967م اعتقلني نظام هيلي سلاسي، وكان من وشى بي لدى السلطات والشاهد ضدي عند إحالتي للقضاء أحد منظَّــمي جبهة التحرير الارترية. بحكم ترددنا علي بيت المقاتلين السري الذي استأجره لهم بنفسه كان يعلم أننا نشطاء متحمسون للجبهة، وبحكم عدم وجود صلة تنظيمية مباشرة بيني وبينه حزنت كثيراً وغضبت عليه لاعتقادي بأنه ضحـَّــى بي لكي ينجي نفسه. لكن بعد قليل نسبت الخطأ الي نفسي بدعوى أني لو كنت حينها خارج منزلي لما قـُــبـِــضَ عليَّ، لقد كنت أعلم أنه كان قد سبقني في الاعتقال، لكني أخطأت عندما لم أستبعد إمكانية أن يشي بي فيدلـَّـهم علي بيتي، وبهذه الطريقة من الاعتذار المبطن بنشر القصة شعرت في نفسي أنني قد أزحت عبئاً ثقيلاً عن كاهلي وتخلصت مما حقنته تجاه خصمي يوماً ما من غضب وحقد. هذا وعندما سمع الرجل الذي سبقني الي الهجرة الي كندا أنني أيضاً أشاركه التواجد بها سرعان ما اتصل بي تلفونياً وتآنسنا كأن شيئاً لم يحدث بيننا يوماً من الأيام. وبعد أن ظل في مهجره مسانداً نظام الهقدف أوقف أي تعاون مع النظام منذ العام 2001م، العام الذي شهد حملة الاعتقالات الواسعة في أوساط كبار المسئولين وملاك ومحرري الصحف المستقلة، وكشريك له في الهم الوطني العام لا أرى ما يمنعني من التحاور معه حول الشأن الوطني والجلوس معه علي مائدة واحدة. وبالفعل نلتقي من حين الي آخر ونتآنس عن مختلف المواضيع الخاصة والعامة.

 

الحدث الآخر لا يوازي الحدث السابق، لكنه حدث مثالي في التعبير الصادق والمسموع عن رأيك الشخصي دون أن يحول ذلك دون استعدادك للعمل النضالي المشترك مع الآخرين. كنت وقتها أناضل بجبهة التحرير الارترية مندوباً لها بالسويد وكان لي تحفظاتي علي سياستها الخارجية آنذاك. وظناً مني أن أعضاء المجلس الثوري ينقصهم ما أعلمه أنا في هذا الصدد بعثت لهم برسالة مسجلة، والرسالة وهي في طريقها الي صاحبها وقعت في يد مسئول العلاقات الخارجية شخصياً والذي أعمل أنا تحت إدارته المباشرة، فما كان منه إلا أن أصدر اليَّ أوامر مشددة بالقدوم الي السودان فوراً، وبالفعل لبـَّـيـْـتُ الدعوة فدخلت السودان ومنه مباشرةً الي الميدان دون إبطاء، والرجل الذي التقى بي ممثلاً لرأي اللجنة التنفيذية أخبرني أنهم يدركون أنني فعلت ما فعلت بغرض الإضرار بالتنظيم أو القيادة، ولو وقعت الرسالة في أيدي من يتربصون بنا لوقع علينا ذلك الضرر فعلاً وواقعاً. وأنهم لا يشكون في إخلاصي واستعدادي للنضال معهم، كما يثقون بقبوله بصدرٍ رحب تخفيض صلاحياته من رئيس بعثة مكتب الي نائب البعثة، ليس ذلك بسبب رسالتك هذه ولكن قناعةً منا أنك أكثر أهلية في مجال التعبئة والتنظيم في أوساط الشعب، لذلك قررت اللجنة التنفيذية تعيينك مسئولاً للشؤون الجماهيرية ونائباً للمندوب بالخرطوم. قلت في نفسي حسناً فالمكان الجديد يقربني من الميدان، وبالتالي قبلت التكليف الجديد بالسرور والترحاب، لكني سألته عن كيف وجد السبيل الي رسالتي وهي مسجلة، ذلك أن الرسالة البريدية المسجلة لا توهب الا للمعني بها وبعد إبراز وثيقة إثبات شخصية موافقة للاسم المكتوب علي مظروف الرسالة، وإذا امتنعت عن ذلك فبإمكاني التأكد من ذلك عبر سلطات البريد لكن ذلك يضر بالشخص المعني، وعند ذلك لم يجد بداً من إخباري بالمعلومة الصحيحة. وقبل وضع التكليف الجديد موضع التنفيذ وبعد حوالي العام تصادف أن أعمل بمكتب واحد مع من سرَّب الرسالة الي القيادة. وحتى تلك المصادفة لم أحدِّث صاحبي هذا عن موضوع الرسالة، وبمناسبة العمل المشترك سألت صديقي قائلاً: إذا كان لديك رأي حول الرسالة لماذا لم تتصل بي تلفونياً وتشرح لي رأيك؟ وكيف تفتح رسالة غيرك؟ ردَّ علي أن فلاناً هو الذي أحضر الرسالة من البريد وساعتها تصادف وجود مسئول العلاقات الخارجية بمكتبي فما كان مني إلا أن سلمته الرسالة لأنها من مندوبه المباشر، وبذلك ختمنا مسلسل الرسالة دون أن يؤثر ذلك علي علاقاتنا الشخصية أو النضالية، وظللنا نعمل معاً بكل جدٍّ وإخلاص.

 

لذلك الاعتذار وتقبله من المعتذر اليه مفيد للغاية في خلق أفضل العلاقات بين العاملين في حقول مشتركة.

Workshop 4

 

 

وفيما يلي نورد قصة مثالية من جنوب افريقيا تبرز كم هو مفيد أن تصر علي لعب الدور الإيجابي في أية مشكلة مهما كانت عويصة. فقد أتت طالبة مناهضة للعنصرية للدراسة في جامعة الكاب الغربي وبينما كانت تنقل أصدقاءها من السود الي موقع سكناهم إذ اعترضها شبان سود فقتلوها وعندما عثر عليهم عفت عنهم أسرة الفقيدة فانقلبوا هم من أشرار الي أخيار وأقاموا مؤسسة خيرية باسم القتيلة تعنى بالأيتام والمشردين، فانظر كيف غيـَّــر حسن الظن بالإنسان الشر الي خير والشيطان الي ملاك.

 

يمكنك الاطلاع علي القصة في المرجع التالي:

Desmond Mpilo Tutu: No Future without Forgiveness pp 152-153

نحن إخوة وآباء وربما أجداد لهؤلاء الشباب الذين ينفقون حياتهم أسرى حرب في معسكرات التجنيد الإجباري المستمر أو مغامرين بحياتهم في سبيل الهجرة مجهولة النتائج، ما أحوجنا الي الاستفادة من هذه القصة المثالية لتكون لنا خير حافز علي نسيان مرارات الماضي وبناء مستقبل مشرق لنا جميعاً. 

 

4/ دور الأجانب في الصلح:

الحكومات والأحزاب الأجنبية والمؤسسات الدولية لها دور في الصلح قد يكون إيجابياً وقد يكون سلبياً، لقد كان لكلٍّ من الأمم المتحدة، الاتحاد الاوربي، الاتحاد الافريقي أدوار إيجابية مشهودة في تهدئة وحل نزاعات محلية في كلٍّ من نيكاراغوا، غواتمالا ورواندا. في منطقتنا (القرن الافريقي) كان هناك منتدى صنعاء الذي ينظر بعضنا لأدواره بإيجابية وبعضنا الآخر بسلبية، لكن الآن اليمن في حد ذاتها تعيش أحوالاً هي أحوج ما تكون فيها الي المساعدة والوساطة والصلح الأهلي، نتمنى لها كل الخير والوفاق والسلام. وذات المواقف المتباينة تجاه اليمن ظللنا ولا زلنا نبديها حول الدور الاثيوبي في الشؤون الارترية. أما السودان فقد اختار أن يقف مع نظام أسمرا بشكلٍ كلي، لكن وبحكم مبدأ عدم دوام الصداقة ولا العداوة في مجال الدبلوماسية فكل تلك الأحوال والمواقف قابلة للتغيير.  

 

علاقاتنا بدول الجوار متداخلة من كل النواحي، سكانياً، دينياً، ثقافياً ...الخ، لذلك علي جميع تنظيماتنا أن تحرص علي خلق أفضل العلاقة بتلك الدول الآن وفي المستقبل بعد سقوط الدكتاتورية في بلادنا.

 

5/ نتيجة الصلح:

إبدال الآراء السلبية عن بعضنا البعض بآراء إيجابية سوف يعيننا علي تحديد القواسم المشتركة بيننا، وخلال المسيرة المشتركة نستطيع معالجة العيوب والنواقص التي تظهر خلال عملنا المشترك. وعندما تحس كل الأطراف أنها كاسبة من هذا العمل وأنها علي قدم المساواة مع الآخرين في الحقوق والواجبات سوف تعمل بإخلاص من أجل مصلحة الجميع لا المصالح الفئوية الضيقة.

القوى السياسية إما أن تكون متقاربة الآراء وبالتالي قابلة للاندماج النهائي وإما أن تكون متباينة الآراء فتنظم نفسها في إطار وحدوي فضفاض لتقوم بكل ما هو مشترك بينها.

 

إن عدم حلنا لقضية السلطة وتشخيصها التشخيص الصحيح هو الذي رجع ببلادنا القهقرى، لذلك لابد لنا من حل هذه القضية الحل الموضوعي الصحيح، تكرار وتجريب المجرب لن يفيدنا لذا يجب أن نبحث عن حلول وتجارب جديدة، فإن عجزنا ولم نجد الحلول المناسبة فلنستدع الخبراء وبيوت الخبرة المختصة وطنيةً أو أجنبية.

6/ احترام الصلح:

كل ما يتفق عليه الجميع يجب أن يكون محل احترام الجميع، إن اعتماد احترام الاتفاقات والعهود في ثقافتنا سوف يفيدنا اليوم وغداً بعد سقوط الدكتاتورية، ومما يجب أن يكون محل الاحترام والالتزام الاتفاق علي توحيد مصدر معلوماتنا. هذا ومما يساعد علي ذلك أن تتولى لجان الحوار والعمل المشترك مهمة توثيق كل ما يتفق عليه بجميع وسائل التوثيق.

 

إذا جعلنا إقامة النظام الدستوري هدفنا المركزي المشترك فإن ذلك يتطلب منا أن ننقله من الورق الي العمل وأن نرسخ ثقافة التقيد بالدستور في أوساطنا جميعاً، ذلك أن من لم يتعود أن يحترم دستور تنظيمه، حزبه أو جمعيته لن يحترم غداً دستور البلاد. وبما أننا في المهجر فإن إحدى مشاكلنا عدم امتلاك نظم وقوانين تحكم تصرفاتنا التنظيمية، لذلك لا يرى البعض منا عيباً أن ينشق أشخاص يعدون علي أصابع اليد الواحدة علي تنظيمهم ولا يخجلون بعد ذلك أن ينازعوه الاسم والممتلكات. ومما يساعد علي ذلك أيضاً عدم وجود الجو السياسي الملائم لإنجاز المهام التي نراها رئيسية. وحتى في نضالنا الحالي لاستبدال سلطة النظام الدكتاتوري بسلطتنا لن يتم استيلاؤنا علي تلك السلطة بالتمزق الي مجموعات ضئيلة متصارعة. لذلك يجب أن ندرك أن علينا الخروج من مستنقع التمزق والدخول في تحالفات بعيدة وقصيرة المدى حتى نتفادى الفشل في استلام السلطة فتكون البلاد عرضة لمخاطر الفراغ الدستوري. لنسأل أنفسنا الي متى ننتظر أن تقرر الأقدار والرياح مصيرنا؟؟!!!

 

ختاماً نتمنى أن يعمل الجميع علي تحقيق التغيير الديمقراطي الذي يؤمن للكل حقوقه ويوفر له كل الشروط التي تمكنه من التمتع بتلك الحقوق.

Last modified on Monday, 22 August 2016 17:44