Print this page

الثامن من مارس: يوم المرأة العالمي لنقض علي الاضطهاد المزدوج بالنضال المشترك

2017-03-14 22:00:05 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP News Read 2020 times
Rate this item
(1 Vote)

عند تناولنا لتاريخ الحرب التحررية الارترية لا يمكننا تجاوز دور المرأة وإسهامها المميز في هذه الحرب، بل رفع المناضلون في تلك المرحلة شعاراً يعزز ويؤكد ذلك الدور، ألا وهو شعار: ( لا نصر للثورة بدون مشاركة المرأة ). وبذات المقياس لا تزال أهمية دور المرأة قائمةً في نضالنا الحالي من أجل التغيير الديمقراطي. لكن ذلك لا يعفينا عن التساؤل عن الوضع الحقيقي لهذا الدور في الوقت الراهن.

 

تقول صفحات التاريخ العالمي أنه وقبل أكثر من مائة عام خاضت المرأة في الولايات المتحدة الامريكية نضالاً فئوياً وطبقياً لا هوادة فيه يطالب باسترداد حقوق المرأة ورفع الظلم الفئوي والطبقي عن كاهلها. هذا النضال مرَّ علي مستوى العالم بمصاعب ومعوقات عديدة تجاوز أغلبها حتى حقق مكتسب اعتماد هيئة الأمم المتحدة الثامن من مارس يوماً عالمياً للمرأة.

 

لا تزال المرأة تعاني من الاضطهاد والتمييز النوعي ضدها علي تفاوت في الدرجة من قارة الي قارة ومن بلد الي بلد حسب تقاليد الحكم والعادات الاجتماعية السائدة هنا أو هناك. فبينما تقدمت وتحسنت أوضاع المرأة اقتصادياً وإدارياً في العالم المتقدم نجد المرأة في بلاد مثل ارتريا تعاني كامرأة وكمواطنة الأمرَّين في جميع المجالات والحقول. 

 

في الثامن من مارس علي المرأة أن تنشط محلياً واقليمياً وعالمياً في بلورة وحلحلة قضايا المرأة، إذ ليس من المعقول أن يمر عام بأكمله دون استثماره في ما يخدم مشكلات المرأة وحلولها. نضال المرأة عالمي مشترك بخصوصيات محلية قطرية. أما اضطهاد المرأة اضطهاداً مزدوجاً فهو وإن كان عاماً إلا أنه في بلادنا ليس مزدوجاً فحسب، بل مركـَّــب ومضاعف. للمرأة عالمياً قضية قائمة بخصوص تحرير نفسها من سطوة الذكور، أما المرأة الارترية فعليها عبء نضال إضافي الي جانب أخيها الرجل لانتشال بلادها من براثن الدكتاتورية وإنقاذ شعبها من التمزق والتبعثر.

 

 

علي الرغم من ازدواجية اضطهاد المرأة فإن نضالها اليوم لإزالة هذا الاضطهاد في غاية الضآلة والفتور، وهذه قضية لا تواجه المرأة وحدها بل تواجهنا جميعاً كارتريين وعلينا حلها بأسرع ما يمكن. لا يمكن النظر الي احترام حقوق المرأة وعدم احترامها بمعزل عن الديمقراطية واللا - الديمقراطية. ففي النظام الديمقراطي وإن لم تتواجد حقوق المرأة كاملةً فإن أغلبها يكون مصوناً ومحترماً. أما في حال غياب الديمقراطية فلا شيء من حقوق المرأة يتحقق. لذا تعتبر قضية نضال المرأة في سبيل تخليص بلادنا من نير الدكتاتورية قضية مزدوجة الأهمية.

 

لعل الكثيرين اليوم يعزون أسباب تقاعس المرأة الارترية عن نضال اليوم لقلة ما جنته من فوائد ومكتسبات من مشاركتها في النضال التحرري. لكن ما لا يجب إغفاله هو أن الخسارة التي سببها غدر النظام بأهداف النضال التحرري مشتركة بين جميع الارتريين ذكوراً وإناثاً، وأن الحل الكامن في إزالة المعاناة المشتركة هو الآخر قضية مشتركة، كما أن في التقاعس عنه أيضاً ضرر مشترك. تعاني نساء ارتريا بالداخل وفي معسكرات اللجوء بالخارج معاناة لا حصر لها في جميع مناحي الحياة. 

                

بما أن نضال المرأة يعادل نصف نضال المجتمع فلهن فيه دور قيادي ولكن ذلك لا يعني أن نلقي المسئولية عليهن وحدهن فقط. وعليهن أيضاً إدراك المسئولية النضالية المشتركة التي تقع علي عاتقنا جميعاً لتطهير بلادنا من المعاناة المزدوجة. وعلي كلٍّ من ذكورنا وإناثنا مسئولية إقناع أحدنا الآخر بضرورة النضال المشترك لتحقيق الأهداف المشتركة.

حزب الشعب الديمقراطي الارتري أورد عن المرأة في برنامجه السياسي ما يلي: "يعمل حزبنا بلا كلل علي ضمان حقوق المرأة بالقانون ومشاركتها العملية المتساوية في جميع مناحي حياة المجتمع الارتري". ومهنئاً المرأة في ارتريا والعالم بهذه المناسبة التاريخية العالمية، يؤكد حزبنا علي تمسكه الدائم بهذا المنهج في التعامل تجاه قضايا المرأة.

 

ونحن إذ نحيي هذه المناسبة التاريخية العالمية العظيمة، مناسبة يوم الثامن من مارس، يوم المرأة العالمي، لا يسعنا إلا أن نناشد النساء الارتريات عموماً والشابات منهن علي وجه الخصوص أن تحذين حذو أسلافهن اللاتي قدمن أرواحهن فداء الشعب والوطن والحرية والتحرر من كافة أشكال الاضطهاد والتمييز.

 

المجد لشهدائنا الأبرار، ذكوراً وإناثاً.     

Last modified on Tuesday, 14 March 2017 23:03