نحو ملتقىً واسع الأفق

2016-03-25 19:59:34 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2299 times

العلاقة النضالية هي تلك التي تربط بين مكونين سياسيين أو أكثر، والعلاقة لا تبنى علي فراغ، بل تحتمها ضرورة العمل المشترك لإنجاز الهدف أو الأهداف المشتركة، ومما يحتم العلاقة والرابط أيضاً أن أصحاب الهدف المشترك لا يستطيع أيٌّ منهم إنجاز المهمة المشتركة منفرداً. ولكي يتم إنجاز المهمة المشتركة بقوة وفعالية لابد من أن تتسم العلاقة بالمتانة والديمومة. مركز اهتمام العلاقة النضالية يجب أن يكون خدمة الأهداف المشتركة دون الالتفات الي القضايا الجانبية والمعيقات الثانوية، ومن سلبيات العلاقة التي يجب محاربتها بشدة هي النظر الي من هم خارج إطار هذه العلاقة نظرة عداء واستعداء. ذلك أن العداء والاستعداء يصرفك عن إنجاز مهمتك الأساسية ويشغلك بقضايا انصرافية أنت في غنىً عنها. بمعنىً آخر يجب أن تنبني العلاقة علي أساس إنجاز الهدف المشترك وليس علي التحالف بغرض العداوة والانتقام من طرف أو أطراف أخرى.

 

كل علاقة ينبغي أن تبنى علي قضية مركزية، وقد تكون علي خلاف يسير أو غير أساسي مع من تؤسس معه العلاقة علي هذا المبدأ، لكن من قوة العلاقة واستمراريتها أن لا تتأثر قضية العلاقة المركزية بالخلافات الهامشية التي يمكن حلها ومعالجتها خلال مسيرة العلاقة المستمرة، وهذا بدوره يعتمد علي مدى قدرة أصحاب العلاقة علي التحمل والصبر والتعايش مع الآخر، وقد دعت مبادئ حزبنا الي هذا في النص الآتي: ( حزبنا علي قناعة راسخة بأن الخلاف السياسي بين حداة العدالة والتغيير لا يفسد قضية لوُدِّ العلاقة النضالية بينها لإنجاز الهدف المشترك الذي هو إسقاط النظام الدكتاتوري ).

 

إن العلاقات قد تبدأ سليمةً من كثير من العيوب، وقد تستمر العلاقة قوية أو ضعيفة بناءاً علي القدرة أو العجز عن معالجة ما يطرأ من خلافات ومعوقات لاحقة. تجاربنا في التجمع، التحالف ثم مجلس التغيير تؤكد ذلك وتدل عليه. وبخلاف قضايا مثل محدودية القدرات السياسية والاقتصادية يأتي علي رأس المعيقات الأنانية وحب الذات، أي أن تفرض دوماً ما تعتقده أنت حقاً علي ما تعتبره باطلاً من رأي الآخرين.

 

بالطبع عندما تدخل في علاقة مع الآخرين، لا تدخل عش تلك العلاقة صفر اليدين، بل تدخلها ومعك زاد من الرُّؤى والإمكانات المادية والمعنوية. وهنا يجب أن تعلم أن ما تحمله أنت من الرؤى ليس بالضرورة أن يكون هو السائد، إن ما تحمله أنت سوف يدخل في علاقة تنافسية شريفة مع ما يحمله الآخرون من رؤى، وكل علاقة تدخلها خالي الوفاض من كل شيء مادي أو معنوي هي علاقة فارغة المحتوى لا تفيد أياً من أطرافها. كذلك فإن كل علاقة تدخلها مع الآخرين وأنت تحمل علي ظهرك أعباء خلافاتك الداخلية في إطارك التنظيمي الأضيق سوف تكون عبئاً سلبياً أكبر تضيفه الي أعباء ومشكلات من تشاركهم العلاقة الجديدة. في تجاربنا رأينا التحالفات والعلاقات المشتركة تضيق وتتسع، فقد شاهدنا تجربة وحدة 3، 4، 6، 7، 4 + 1 تنظيمات..الخ. وبغض النظر عن قوة أو ضعف تلك الروابط والعلائق ما كانت لتنجز متفرقةً ما تستطيع إنجازه مجتمعة. وما دامت تلك الروابط لا تعارض قيام مظلة وطنية أشمل وأوسع فإنها ليست محل إدانتنا ولا رفضنا. بشرط أن تكون كل علاقة قائمة علي أسس إيجابية تستوعب وتتسع للآخرين وليست تجمعات عدوانية تتأسس بغرض محاربة أو إقصاء الكيانات التنظيمية أو التحالفات الائتلافية الأخرى.         

Last modified on Friday, 25 March 2016 21:03