Print this page

إرتريا تودع القائد الرمز الدكتور هبتي تسفاماريام

2017-01-22 13:11:34 Written by  الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية Published in المقالات العربية Read 4232 times
Rate this item
(0 votes)

إلى شعبنا الإرتري الصامد في كل مكان !!

إلى أسرة الفقيد ومناضلي جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية !!

إلى القوى الوطنية المناضلة ضد النظام الديكتاتوري في إرتريا..

إلى كل من يطمح ويسعي لغد أفضل لوطننا الغالي..  إلى المدافعين عن حقوق الانسان في كل مكان..

إلى أشقاء وأصدقاء الشعب الإرتري المناضل !!

 

نعزيكم جميعا فى وفاه المناضل الرمز الدكتور هبتي تسفاماريام، رئيس الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، الذي وافته المنية مساء يوم الجمعة الموافق 13 يناير 2017.

 

Dr Habte pic 1حقيقة تعجز الحروف والكلمات عن التعبير عن حجم الحزن والأسى في استشهاد المناضل الدكتور هبتي تسفاماريام، فلا شك أن المصاب جلل، إذ فقدنا وفقدت الحركة الوطنية الإرترية والشعب الإرتري مناضلاً عظيمًا وقائدا محنكا أفنى عمره كله في خدمة قضايا شعبه ووطنه.

كان الشهيد الدكتور هبتي تسفا ماريام وحدويًّا وذا مواقف وطنية عظيمة وإسهامات كبيرة وحضورًا مشرّفًا على الصعيدين الإرتري والخارجي .. لقد فقدت الحركة الوطنية الإرترية بغيابه أحد أركانها ورجالها العظام حيث كانت له إسهامات نضالية لا تخطئها العين،  وآراء وطنية متقدمة في كل المجالات التي عمل بها.

يعجز المرء عن تعداد مآثر الفقيد الكثيرة والتي من أبرزها حرصه الشديد على وحدة الشعب الإرتري وبُعده عن أية ممارسة تنم منها الطائفية والجهوية ، وكان بحق أحد الرموز الوطنية الذين يحتذى بهم. كان الدكتور هبتي  رجلاً من خيرة الرجال حُبًّا لوطنه وعطاءً وتضحية وشجاعة، وثابتًا على مواقفه لا تهزه المصاعب والمحن، لم يتنازل عن مواقفه المبدئية ولاعن حقوق شعبه في الحرية والديمقراطية ، رغم الظروف القاسية التي مرت بها جبهة التحرير الإرترية التي كان أحد أبرز قياداتها. فاستمر صامدًا ومثابرًا إلى آخر لحظة من حياته.

إن عزاءنا في هذا المصاب الجلل هو ما تركه لنا من تاريخ نضالي كبير سنستقي، بالتأكيد، من معينه ما يُعيننا في مواصلة مسيرة تحرير الشعب الإرتري من النظام الديكتاتوري وبناء نظام ديمقراطي يتمتع في ظله شعبنا، بمختلف مكوناته، بالعدالة والمساواة والعيش الكريم.  

سيرة ذاتية مختصرة

عن فقيد الوطن الدكتور هبتي تسفاماريام

ولد الفقيد في عدي خوالا في ١٦ يوليو ١٩٤٣ ثم انتقل مع أسرته إلى أسمرا، حيث عاش هناك وتلقى فيها دراسته حتى المرحلة الثانوية. وبعد إكمال الدراسة الثانوية التحق بمعهد إعداد المعلمين وتخرج منه ثم عمل مدرسًا لفترة قصيرة ..  وبعد ذلك انتقل إلى مدينة هرر في إثيوبيا، لتلقيى التعليم العالي في كلية البيطرة في "ألمايا كولج". وبعد أن أكمل دراسته هناك، سافر الى بولندا  للالتحاق بجامعة وارسو لنيل الماجستير في مجال الطب البيطري. وفور تخرجه من هناك انتقل الى جامعة برلين حيث حصل على شهادة الدكتوراهفي تخصصه بامتياز، وعمل في جامعة برلين لفترة قصيرة كمساعد مدرس فيها.

Dr Habte pic 2ارتبط فقيد الوطن الدكتور هبتي تسفاماريام مبكرًا بالعمل الوطني؛ حيث كان عضوًا في الخلايا السرية لحركة تحرير إرتريا .. وبعد انتقاله إلى أوروبا واصل نشاطه الوطني في إطار العمل الطلابي الإرتري وفي إطار جبهة التحرير الإرترية، وكان من مؤسسي الاتحاد العام لطلبة إرتريا في أوروبا وأصبح أول رئيس لها، وسافر إلى القاهرة وبغداد ودمشق للمساهمة في المساعي التي كانت تبذل لتوحيد الحركة الطلابية الإرترية التي كانت منقسمة بين فرعي القاهرة وبغداد، حيث تكللت تلك المساعي بالنجاح، وشارك الفقيد في المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام لطلبة إرتريا (GUES) الذي افتتح أعماله في مقر البرلمان السوري في دمشق في الثامن عشر من ديسمبر 1968. 

كان الفقيد من أبرز الرافضين لأن تكون الحركة الطلابية الإرترية جزءًا من الحركة الطلابية الإثيوبية التي كان تضم جميع الطلاب الإرتريين المبتعثين للدراسة إلى أوروبا من قبل الحكومة الإثيوبية.  وبصفته كادرًا متقدما في صفوف جبهة التحرير الإرترية، كان يلتقي برئيس وأعضاء المجلس الأعلى بشكل مستمر في زيارات العمل التي كان يقوم بها إلى البلدان العربية..

التحق الشهيد الدكتور هبتي تسفاماريام بالميدان؛ وشارك في المؤتمر الوطني الثاني لجبهة التحرير الإرترية الذي عقد في مايو 1975، واختير عضوا في المجلس الثوري. وفور انفضاض المؤتمر تم تعيينه مديرًا لمدرسة الكادر، ثم تم تكليفه كمسؤول للشؤون الأوروبية والأفريقية في مكتب العلاقات الخارجية الذي كان يرأسه آنذاك الشهيد المناضل الزين ياسين شيخ الدين.  وكان له دورٌ بارز في إيصال القضية الإرترية إلى المحافل الدولية والمنظمات القارية. 

يعتبر الشهيد الدكتور هبتي تسفاماريام من مؤسسي جمعية الهلال والصليب الأحمر الإرترية مع زميل دربه المناضل الدكتور يوسف برهانو أحمد الدين ... وكان لهما دورًا أساسيًّا في نقل معاناة اللاجئين الإرتريين في دول الجوار، أو المهجرين من قراهم ومناطقهم بسبب سياسة الأرض المحروقة التي كانت تتبعها قوات الاحتلال الإثيوبي، والذين كان يتم إيواءهم في المناطق التي كانت تحت إدارة جبهة التحرير الإرترية.. كما كان لهما الفضل في إقناع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة- اليونسكو (UNESCO) على فتح مدرسة ثانوية للاجئين الإرتريين في كسلا..

تنقل الشهيد الدكتور هبتي في مواقع ومسؤوليات نضالية عديدة ... واختير في 2014 رئيسًا للهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرتري. وكان عضوًا في المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي. وظل حتى آخر يوم في حياته، يؤدي مهامه النضالية بإخلاص وتفان.

الدكتور هبتي متزوج من السيدة أديام تخليت وأب لثلاثة.. ابنته البكر الدكتور ميلين؛ وابنيه سند وسهيل.

فتحية إكبار وتقدير للبطل الذى عاش مناضلاً ومات بطلاً. فالمجد كلّ المجد لك وقسما وعهدًا بأننا سنواصل مسيرتك النضالية حتى تتحقق الأهداف الوطنية التي ظللت تناضل من أجلها العمر كله.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار !!

الهيئة التنفيذية

لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية

20 يناير 2017

Last modified on Sunday, 22 January 2017 14:21